أزمة ثقة التعاملات المحلية

محمد فخري المولى ||

الكائن الحي أساسه العقل المتزن السوي فينتج كائن حي عاقل بسلوكيات عامة بأطر دينية اجتماعية مجتمعية تكوّن بمجموعها محددات للأفراد للتعايش أولا وللتعاملات ثانيا، وان أُحيطت التعاملات بمحددات تشريعية بغطاء قانوني يُحمى بقوة القانون أمسينا بعقد اجتماعي يضمن الحقوق والواجبات للأفراد بمعيار المواطنة الصالحة بعد أن أصبحنا بمجتمع جاهل متعصب.تطبيق المواطنة الصالحة على مستوى البلدان يحدد مستوى أو معيار رقي البلد، فيسمى البلد (س) بلد متقدم و (ص) بلد متخلف و (ع) علم ثالث و و و.
لذا تجد هذه الأيام تقييم أي دولة في العالم من خلال تعاملاتها الداخلية مع أفرادها المقترن بحجم تقدمها العمراني ومدى ازدهارها الاقتصادي ومدى قوتها العسكرية وسادت هذه المفاهيم بعد تركيزهم على الموروث العلمي والثقافي الذي خلفته الحضارات القديمة بمخزونها من علم وما اعتادوا عليه من ثقافة، بالمناسبة القوى العظمى والمتقدمة تكنولوجيا ولديها علوم متقدمة ومهمة استقت غالبيتها من الحضارات القديمة وخاصة الحضارة الإسلامية، إذ كان لها الموروث الأكبر في العلوم والرياضيات والهندسة وعلم الفلك.
لذا يتبادر للذهن سؤال أن كانت الحضارة الإسلامية هي الأساس، لماذا تُنعت أغلب الدول الإسلامية بما دون الدول المتقدمة؟
بنظرة فاحصة إلى الدول المتقدمة وبيننا بالوقت الحاضر سنجد أن هناك حلقة مهمة مفقودة بل إنها الحلقة الأهم وهي محور ما نتحدث عنه وهو الثقافة الأخلاقية التي تراعي حقوق الإنسان بكافة جوانبها من خلال تعاملات تضمن الحق والحق المقابل للأفراد.

إضافة الى عدم وجود مصداقية وشفافية بالتعاملات بإنتاج أزمة ثقة حقيقية، وحين ننظر بعين حقوق الإنسان وبعين إنسانية لكل هذه الأمور فسنجد أن البوصلة الأخلاقية فقدت تجاه الأفراد فيما بينهم، ولم تترك وسيلة لجمع المال وتكديس الثروات إلا ويتبعها العديد حتى ولو كان ذلك على حساب موت الملايين وهو مبدأ (الرسمالية المتوحشة) وهنا تكمن الكارثة.
ما يحدث محليا هو انعكاسا لتأثير المجتمع الأكبر على المجتمع الأصغر مما وُلِدَ أزمة مجتمعية اسمها (الثقة) وتظهر جليا من خلال التعاملات المختلفة بمفردة نطلق عليها تسمية انعدام المصداقية والثقة. الثروات الطائلة ما نفعها إن لم تكن في خدمة البشرية.

ختاما
ناسف بذكرى وفاة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم الذي أنشئ أعظم حضارة إنسانية وهي الحضارة الإسلامية وكان يجب تكون دولها بمصاف الدولة العظمى، لكن ما يؤسف له أن من جاء بعده لم يشر لهم كمصلحي أمه مثلما يشار للنبي محمد فمن يعرفه ومن لا يعرفه يشير أنه أعظم رجل بالتاريخ وصانع أمة فقد تحول شخص واحد إلى أمه ثم حضارة ممتدة لقرون عديدة.
حضارة يكون الإنسان عنوانها وهو أغلى ما تملك وهو أسمى أهدافها بمعيار الخلق صنفان أما أخ لك بالدين أو نظير لك بالخلق نتمنى أن تعود لمجدها.

 

المصدر: ألواح طينية.

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

شاهد أيضاً

حديث الإثنين.. سيظل العرب في غيهم يعمهون..!

احمد ناصر الشريف ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *