كل الطرق تودي إلى كربلاء

بقلم || رماح عبد الله الساعدي 

البذل هو عطاء، بل عطاء بسخاء دون انتظار الرد من المقابل.

من اعظم الدروس وادق معالم ثورة الامام الحسين عليه السلام هو البذل بكل اساليبه، اي لا اريد من المقابل شيء او كي يعامل بالمثل ولا لامر دنيوي، بل من اجل هدف اسمى وغاية اعظم ، الا وهي إقامة دولة العدل الالهي دولة ترتقي باسمى معاني السمو والرقي بالإنسان ، هذا المخلوق الذي كرمه الباري عز وجل على جميع مخلوقاته وسخر كل الكون من اجل اسعاده وايصاله إلى أعلى المراتب الكمالية.
وما ثورة الامام الحسين عليه السلام الا ثورة من اجل ارجاع الانسان بشكل عام والمؤمن بشكل خاص إلى مكانته الحقيقية التي وهبها الله له، وما ثورة الامام الحسين عليه السلام الا للنهوض بهذه المكانة العظيمة، وما كان خروج الامام الحسين عليه السلام الا لإيقاض الانفس النائمة التي استسلمت للواقع المرير الذي مرت به الانسانية بعد استشهاد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، وامامنا بذل كل ما يملك من اجل الانسانية الحقة ومن اجل تعريفها بما لها وما عليها، لانه وجد كل ما يحيطه يريد الاطاحة بهذا المعلم الرباني الذي اعطاه الباري عز وجل أعلى درجات الرقي والسمو على كل مخلوقاته، وما اشبه اليوم بالأمس اذ تكالب اعداؤنا على نفس هذا المعلم الرباني
نعم أن أعدائنا هدفهم الأول والاخير هو زعزعة هذا الصرح الشامخ الذي علا وشمخ مع بزوغ الاسلام المحمدي الأصيل
فنراهم يحاولون بشتى الطرق جذب شبابنا إلى الهاوية
ومع الأسف الشديد قد عرف عدونا ابواب يدخل منها إلى ابناىنا نعم فهم رسخوا كل قواهم وجندوا كل طاقاتهم للنيل من شبابنا ، ولتعمقهم بدراسة هذه الشريحة أصبح لديهم يقين ان شبابنا رغم كل التطورات التكنلوجية المحيطة به لكن هولاء الشباب توجد في داخلهم ثورة من الممكن أن تنفجر في أي لحظه ،وخير دليل على ذلك ثورة الجهاد ضد داعش ثورة تلبية نداء المرجعية الرشيدة بالتصدي لداعش وإفشال كل مخططاته من نيل شرف هذه الامة
فرغم تعدد توجهاتهم وثقافاتهم ومستوياتهم العلمية والمعنوية والمعيشية
هبو لتلبية نداء المرجعية العليا ، لان هذه الفتوى ايقضت داخل ابنائنا ثورة عاشوراء ثورة الحسين عليه السلام
وان مسولياتنا الكربلائية الحسينية هي التكاتف وبذل كل الطاقات بتنوعها من اجل ان تبقى شعلة الحب الثوري والحسيني داخل صدور اولادنا على مر العصور فإن بذلنا هذا ليس بأمر دنيوي بل لاجل أمر رباني أمر الاهي، وهو الحفاظ على هذا الانسان من أي طريق قد يجرفه إلى الهاوية
فسلام على من بذل الولد والاخ والنفس والأطفال والنساء ليعطينا درس بأن يكون عطاؤنا وجهدنا من اجل ان نحافظ على دولة الانسانية الحرة التي لا تستعبد لاي كان سوى الباري عز وجل فالله الله بشبابنا فهم قادة المستقبل فكما حافظ الامام الحسين عليه السلام من اجل الحفاظ على شعلة الانسانية في داخلنا حتى اليوم فهذه مسؤولياتنا اليوم لنزرعها داخل شبابنا وابنائنا في الوقت الحاضر.

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

Check Also

التعداد العام للسكّان..!

الشيخ حسن عطوان ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *