فهد الجبوري ||
نشرت قناة الجزيرة على موقعها باللغة الإنجليزية مقالة حول وجهات نظر ملك بريطانيا الجديد تشارلز الثالث الذي تسلم رسميا مهامه اليوم خلفا لوالدته الملكة إليزابيث الثانية التي فارقت الحياة الخميس عن عمر ٩٦ عاما بخصوص القضايا التي تهم الشرق الأوسط .
• وجاء في المقالة ما يلي :
لقد اصبح الملك تشارلز الثالث، الذي بات يعرف بهذا اللقب الآن ، رئيسا للملكية من اللحظة التي توفيت بها والدته الملكة إليزابيث الثانية .
ويعد تشارلز الثالث البالغ من العمر ٧٣ سنة اطول ولي عهد في التاريخ البريطاني . وحسب الدستور ، فإن العائلة الملكية البريطانية مجبرة على الابتعاد عن القضايا السياسية ، ولكن عندما يتعلق الأمر بمنطقة الشرق الأوسط ، فإنه ليس سرا أن تشارلز قد نسج علاقات قريبة مع الأسر الحاكمة في الخليج لعدة عقود .
كما انه قد اعرب عن التعاطف مع الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الاحتلال الاسرائيلي .
وهنا نورد ما نعرفه عن أفكاره ومعتقداته حول القضايا الرئيسية في المنطقة .
• دوره في تعزيز صادرات السلاح البريطانية الى الشرق الأوسط
طبقا لتقرير ، فقد لعب تشارلز دورا حيويا في إبرام مبيعات أسلحة بقيمة ١٦.٨ مليار دولار الى الحكومات الملكية في المنطقة في العقد الأخير .
ومنذ انتفاضات الربيع العربي سنة ٢٠١١ ، عقد تشارلز ٩٥ اجتماعا مع ثمانية دول شرق اوسطية كانت سلطتها وسيطرتها قد تعرضتا الى التهديد لفترة قصيرة من قبل المحتجين .
ومع ذلك ، ووفقا لما ورد في الكتاب المؤلف من ٣٠٠ صفحة تحت عنوان : تشارلز في السبعين : الأفكار ، الآمال والأحلام نشر عام ٢٠١٨ ، فقد زعم مؤلف الكتاب روبرت جوبسون أن تشارلز قد أخبر الوزراء البريطانيين أنه لم يعد راغبا في استخدام علاقاته مع الخليج لبيع الأسلحة بالنيابة عن الشركات البريطانية بالشرق الأوسط .
• التعاطف مع الشعب الفلسطيني
خلال زيارته الأولى الى الضفة الغربية المحتلة في يناير عام ٢٠٢٠ ، أعرب تشارلز عن حزنه لما يراه من معاناة ومصاعب تواجه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الاسرائيلي .
وفي حديث له من بيت لحم قال تشارلز ” إن رغبتي من الأعماق هي أن المستقبل سوف يجلب الحرية والعدالة والمساواة لكل الفلسطينيين ، ويعيشوا في راحة وازدهار ”
وقد قالت شبكة سكاي نيوز في وقتها أن هذا الحديث قد مثل ” أقوى مظهر للدعم يعبر عنه عضو في العائلة الملكية ازاء الفلسطينيين ”
• العلاقات القريبة مع دول الخليج العربية
إن روابط تشارلز الثالث مع دول الخليج قد تعززت من خلال عقود من علاقات الاحترام الطويلة والمتبادلة بين العائلة الملكية البريطانية والأسر الحاكمة في الخليج . ولكنه غالبا ما وجد نفسه غارقا في الجدل عندما يتعلق الأمر بقبول التبرعات النقدية .
وهذه السنة ، تم الكشف انه بين أعوام ٢٠١١ و ٢٠١٥ ، فقد تم منحه شخصيا ثلاثة ملايين يورو نقدا من قبل رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ، والبعض منه في حقائب التسوق .
وقد قال مكتبه ان الأموال قد تم تسليمها الى واحدة من جمعياته الخيرية ، ومع ذلك فقد أعلن مصدر ملكي بارز في وقتها أنه لم يعد يقبل كميات كبيرة من النقد الى جمعياته الخيرية .
معارضته لغزو العراق ( ٢٠٠٣)
لقد ذكر مؤلف الكتاب روبرت جوبسون أن تشارلز كان معارضا للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق في عام ٢٠٠٣ ، وإنه قد غرق في اليأس من رئيس وزراء بريطانيا السابق توني بلير بسبب دعمه للحرب ، وربما حاول المجادلة ضدها لو كان ملكا .
وقد كتب جوبسون في كتابه ” أن تشارلز قد اخبر الشخصيات السياسية ، والأشخاص في الدائرة القريبة منه أن ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش مرعبة ، وهو شخص يفتقد الى الذكاء ، وأنه لا يرى اي ادلة كافية تبرر غزو العراق ، فيما وصف بلير بأنه ” كلب مطيع” لجورج بوش .