العراق بين محنتين..!

الكاتب || إياد الإمارة ..

في الحقيقة العراق بين أكثر من محنة ومحنة وكأنه عراق “المحن” لكني أرغبُ في هذه المساحة المختصرة آن أتحث عن محنتين فقط إشارة إلى مرحلتين:
الأولى هي محنة: مرحلة البعث الإرهابي التي بدأت عام ١٩٦٨ ولم تنتهِ بعد إذ لا تزال تبعاتها السيئة قائمة..
والثانية هي محنة: مرحلة التغيير الذي بدأ عام ٢٠٠٣ وهو لم يتحقق بعد ونحن نطوي عقدنا الثاني منه..
المحنة الأولى لا تزال قائمة إذ البعث الإرهابي لا زال يمارس نفس الدور الإرهابي الذي كان يمارسه مع العراقيين..
البعثيون هم القتل الطائفي، والإرهاب، وبعض الفساد، هم داعش الإرهابية التكفيرية، هم العمالة الرخيصة والأداة التي تنفذ برامج معادية تستهدف العراقيين والمنطقة.
ومحنتنا الثانية التي بدأت من العام ٢٠٠٣ متعلقة بالتغيير الذي لم يتحقق فعلاً..
من الإنصاف أن نقول قد تغيرت هناك أشياء كثيرة لكنها ليست كل المطلوب وليست بالطريقة المقبولة تماماً، تغيرت معيشة الناس فعلاً وأصبحت أفضل مما كانت عليه في السابق لكن هناك فاصلة طبقية واضحة في المجتمع العراقي، وأصبحنا نعيش بمساحة مفتوحة من الحرية التي تحولت في أغلب الأحيان إلى “إباحية” مفرطة!
أين يكمن الخطأ؟
مَن هو الذي يتحمل أوزار المحنتين و مسؤولية أخطاء المرحلتين؟
هل هو الشعب الممتحن؟
أم هي القيادات المتصدية؟
أم الطرف الإجتماعي “الثالث” النخب؟
أنا أعتقد إن الجميع يتحمل المسؤولية ولكن لا تتوزع النسب بالتساوي، إذ لا يتحمل عامة الناس إلا النسبة الأقل والنسبة “العظمى” تتحملها القيادات والنخب مناصفة..
العراق بتركيبته الإجتماعية الحالية حديث التكوين..
هذه حقيقة علينا الإقرار بها بعيداً عن تصوراتنا المتعلقة بعمق الحضارة في وادي الرافدين ووو، لأن هذه الحضارة منقطعة وغير متصلة.
العراق بهذه التركيبة الحديثة غير المستقرة تعرض إلى هزات عنيفة جداً من أواخر الحكم العثماني وإلى يومنا هذا تقاعست كل القيادات والنخب فيه عن إداء دورها المطلوب سواء كانت هذه القيادات دينية -وهي الأكثر تأثيراً- أو عشائرية أو سياسية ولم تستطع هذه القيادات والنخب أن:
١. تحول العراق من تجمعات بشرية منفصلة إلى مجتمع واحد متماسك..
وفي ذلك حديث طويل جدا.
٢. أن تدفع عنه الأخطار المحدقة به أو تساهم بتحشيد الناس كما ينبغي بالتصدي لهذه الأخطار “وثورة ٦ حزيران عام ١٩٢٠ وما تلاها كان النموذج الأول الذي يجب قرائته بموضوعية قد تمكننا من تفسير الكثير من الأحداث التي تجري الآن..”
٣. أن تتوحد في ما بينها ولو بشكل نسبي في مواقف وطنية شاخصة وبقيت تتصرف بانفرادية سلبية لا تزال قائمة إلى يومنا هذا.
٤. الفاصلة الحادة بين القيادة والنخب وهنا تمكن العبرات..
٥. بعض القيادات لا تصلح لأن تكون في موقع القيادة وأغلب النخب كذلك.
محنتنا الأولى التي لا تزال قائمة والثانية المستفحلة بحاجة إلى دراسة وبحث وتقصي موضوعي بعيد عن إرهابي المقدس والمسدس وبتجرد تام بغية الوقوف عند الأسباب لكي يتم معالجتها أو أن تكون هناك محاولات صادقة لمعالجتها.

المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي القناة

بإمكانكم إرسال مقالاتكم و تحليلاتكم لغرض نشرها بموقع الغدير عبر البريد الالكتروني

[email protected]

Check Also

الأُمَّة تائهة بين إنبطاح العربان وتِبَعِيَّة المسلمين..!

د. إسماعيل النجار ||

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *