تسلمت البحرية الروسية الجمعة غواصة “نهاية العالم” المزوَّدة بطوربيدات نووية “بحجم حافلة مدرسية” قوية جداً لدرجة أنَّ بإمكانها التسبُّب بـ”تسونامي إشعاعي”.
حيث أفادت منصة الأخبار التابعة للمعهد البحري الأمريكي بأنَّ غواصة “Belgorod” (بيلغورود)، البالغ طولها 184 متراً بزنة 30 ألف طن، هي أكبر غواصة تُصنَّع منذ 30 عاماً ويمكن تزويدها بستة طوربيدات نووية مُسيَّرة من طراز Poseidon (بوسايدون) يبلغ طول كلٍّ منها 24.4 متر تقريباً ومُسلَّحة بحمولة نووية تصل قوتها إلى 100 ميغاطن وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة The Daily Mail البريطانية السبت 9 يوليو/تموز 2022.
أسلحة قادرة على إنتاج موجات تسونامي
يمكن لهذه الأسلحة المُسيَّرة إنتاج موجات تسونامي يصل ارتفاعها إلى 500 متر، وتهدف للتسبب بتلوث إشعاعي “مدمر” واسع النطاق يشبه قنبلة الكوبالت.
وفقاً لوثيقة روسية مُسرَّبة ترجمتها شبكة BBC البريطانية عام 2015، صُمِّمَت طوربيدات بوسايدون لـ”تدمير” المدن الساحلية المهمة اقتصادياً من خلال “إنشاء مناطق واسعة من التلوث الإشعاعي بما يجعلها غير قابلة للاستخدام في النشاط العسكري أو الاقتصادي أو غيره لفترة طويلة”. وكُشِفَ أيضاً أنَّ للسلاح مدًى يصل إلى آلاف الكيلومترات.
تدمير الساحل الأمريكي
من شأن رأس حربي بهذا الحجم أن يدمر الساحل الأمريكي من خلال موجات تسونامي عملاقة وتبعاتها الإشعاعية، وأشار الخبراء العسكريون الروس إلى أنَّ تسريب عام 2015 كان تحذيراً للولايات المتحدة.
وفقاً لوكالة تاس الروسية، قال القائد العام للبحرية الروسية، نيكولاي يفمينوف، خلال حفل تسلُّم الغواصة إنَّها ستُستخدَم في “بعثات بحثية وعلمية”.
في حين بُنيَت الغواصة في حوض بناء السفن “سيفماش” بمدينة سيفيرودفينسك، وهو أكبر حوض لعمليات بناء السفن في روسيا، وسُلِّمَت لمقر أسطول الشمال التابع للبحرية الروسية في سيفيرودفينسك.
يأتي تسليم الغواصة للبحرية الروسية بعدما بدأ أول اختباراتها البحرية في عام 2021 تحت إشراف “المديرية الرئيسية لأبحاث أعماق البحار” السرية العام الماضي بعد تهديدات بإغراق السفن الحربية البريطانية والأمريكية في البحر الأسود.
من جانبها، قالت البحرية الروسية في يناير/كانون الثاني 2022 إنَّها ستتسلَّم “الغواصة ذات الأغراض الخاصة والمزودة بـ(طوربيدات) مسيرة مُسلَّحة نووية” في 31 يوليو/تموز 2022 ما يعني أنَّ عملية التسليم جرت قبل موعدها المقرر بثلاثة أسابيع.
ستُشغَّل الغواصة تحت إشراف البحرية الروسية، لكنَّ مهامها ستكون خاضعة لإشراف الرئيس فلاديمير بوتين.
وفقاً لمحلل الشؤون الدفاعية إتش آي سوتون، الذي أطلق على الغواصة بيلغورود وصف “غواصة نهاية العالم”، رصدت صور الأقمار الصناعية الغواصة بيلغورود طافية على سطح البحر الأبيض بجانب ثاني أكبر غواصة في العالم، “Dmitry Donskoi” (الغواصة دميتري دونسكوي)، يوم 26 يونيو/حزيران 2022.
حيث قال: “هذه الغواصات ضخمة، أضخم بكثير من أي شيء لدى الغرب، حتى الغواصات من فئة أوهايو الموجودة لدى البحرية الأمريكية”.
مهام سرية
يمكن أن تحتوي الغواصة أيضاً على مُسيَّرات “فريدة” مُصمَّمة لمهام سرية مثل قطع كابلات الهاتف والإنترنت الموجودة تحت سطح البحر، وهو ما يُسبِّب أضراراً لا تُوصَف للاقتصادات الغربية.
من جانبه فقد سبق أن قال د. سيدهارث كوشال من المعهد الملكي للخدمات المتحدة لصحيفة The Mail on Sunday البريطانية إنَّه يعتقد أنَّ أسطول الغواصات غير المأهولة يمكن أن يكون ذا قيمة استراتيجية للرئيس بوتين.
أضاف د. كوشال: “بيلغورود كبيرة بما يكفي لتكون بمثابة سفينة أم لمجموعة فريدة من الغواصات الأصغر التي تملك قدرات غوص عميق والقدرة على العبث بالبنية التحتية الموجودة تحت سطح البحر”.
كذلك فقد قال: “إنَّها مُجهَّزة بصورة جيدة للغاية من أجل عمليات التخريب والعمليات السرية. وطوربيداتها من طراز بوسايدن يمكن أن تكون وسيلة فعالة جداً لمهاجمة حاملة طائرات في زمن الحرب، وهي وسيلة لا توجد دفاعات ضدها في الوقت الراهن”، وتابع: “بيلغورود لن تكون جزءاً من البحرية الروسية بحد ذاتها، ما يعني أنَّ عملياتها السرية والهجومية ستكون قابلة للإنكار عملياً”.