شهدت الاردن ارتفاع عدد الوفيات من جراء تسرّب غاز الكلورين السام من صهريج في أحد موانئ مدينة العقبة إلى 13 وفاة، فيما أصيب العشرات، من بينهم اثنان في حالة حرجة نُقلا إلى مستشفيات العاصمة عمّان.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام فيصل الشبول، إن “العقبة أصبحت خالية تماماً من الغاز المتسرب، وإن الحياة عادت إلى طبيعتها، كما عادت حركة الملاحة والعمل في الموانئ، باستثناء الرصيف رقم 4 الذي وقع فيه الحادث لإتاحة المجال للتأكد من سلامته بشكل نهائي”.
وبدأ رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة، صباح الثلاثاء، جولة تفقدية يرافقه وزيرا الداخلية والصحة ومسؤولون من سلطة إقليم العقبة، وقال في تصريحات صحافية، إن “الطوق الأمني في الميناء سيبقى في محيط الحادث بهدف التأكد من عدم تأثير الغاز في المواطنين”، موضحاً أن المعنيين أكدوا أنَّه لم يعد هناك أيّ خطرٍ، وأن “المنطقة أصبحت آمنة تماماً”، كما أُزيلت جميع الأطواق الأمنية والاحترازية التي وضعت أمس.
وأضاف الخصاونة أن الأجهزة المعنية عزلت المنطقة المتأثرة من خلال فرض طوق بمسافة 500 متر، وإخلاء الشاطئ الجنوبي من الموجودين، وفُتح المستشفى الميداني، كما أرسلت 4 طائرات إخلاء من قبل الجيش لتكون على استعداد لإخلاء أية إصابات خطيرة.
وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، عامر السرطاوي، في بيان في ساعة متأخرة ليل أمس، إن غرفة عمليات أمنية متقدمة باشرت عملها في العقبة منذ ورود البلاغ بسقوط الصهريج المحمل بالغاز، تجمع مديرية الشرطة وقوات الدرك والدفاع المدني، بمساندة مديرية العمليات والسيطرة في الأمن العام.
وبيّن السرطاوي أن فرق الدفاع المدني في العقبة أعلنت حالة الطوارئ القصوى منذ اللحظة الأولى، ووصلت إلى الموقع وعُزل على الفور، وبدأت بعمليات البحث والإسعاف والإنقاذ، وقدمت الإسعافات الأولية للمصابين، مشيرا إلى أنه في أثناء العمليات، سجلت 45 إصابة بين مختلف عناصر الأمن العام من الشرطة والدرك والدفاع المدني، والذين تعاملوا مع الحادث في لحظاته الأولى، وأنهم تلقوا العلاج اللازم، وغادروا المستشفى، فيما لازال 5 مصابين قيد العلاج.
من جهته، أعلن أمين عام المجلس القضائي، وليد كناكريه، أن نائب عام معان ورئيس محكمة بداية العقبة وإثنين من المدعين العموم، توجهوا أمس الإثنين، إلى المستشفيات التي جرى نقل المصابين والمتوفين إليها، لاتخاذ الإجراءات القانونية، وجرى تشكيل فريق من الأطباء الشرعيين تحت إشراف النيابة العامة لإجراء الكشف الطبي على جثث المتوفين، والذي بلغ عددهم 13، لضمان سرعة النتائج، وتسليم سبعة من الجثامين لذويهم، ونقل خمسة آخرين من جنسيات أجنبية إلى العاصمة عمان، وجثمان إلى إربد.
وبين أن المدعي العام وصل صباح الثلاثاء، برفقة فريق من إدارة المختبرات والأدلة الجرمية للكشف وجمع العينات من موقع الحادث، ومباشرة التحقيق لمعرفة كل ملابسات الحادث.