عقد المجلس الأعلى لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية، اليوم السبت، جلسته رقم (06-04-09) في مدينة بيروت ناقش فيها آخر التطورات العالمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالمنطقة والعالم.
وذكر المجلس في بيان تلقته “الغدير”، أن “هذه الجلسة هي الأولى للمجلس الأعلى-الدورة الرابعة-، ناقش فيها آخر التطورات العالمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالمنطقة والعالم، إضافةً للشؤون التنظيمية والإدارية وتقارير الهيئات العامة التابعة للاتحاد وأمانته العامة”.
واضاف البيان أن “الاتحاد يتابع ما يجري من أزمات عالمية خاصة الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا وما ينتج عنها من تفاقم لأزمات الطاقة والنفط والغاز والأمن الغذائي العالمي ويدعو إلى حل النزاعات بالطرق السلمية لتجنُّب الكوارث المرتبطة بالحروب، ويرفض السياسات والحصار الأميركي للدول والشعوب والتي تؤدي إلى أزمات إقتصادية واجتماعية وأمنية على شعوب العالم خاصة الفقيرة والمستضعفة منها، ويوسِّع الهوَّة بين دول وسكَّان العالم، ويدعو إلى قراءة متأنية في أبعاد الحدث وأثره ومخاطره على شعوب ودول العالم”.
واكد أن “الاتحاد يجدد دعمه مقاومة ونضال الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة في مواجهة الإحتلال والإستبداد، ورفضه ما يقوم به الكيان الصهيوني الغاصب من توسعة رقعة تهجير الفلسطينيين خاصة من أحياء القدس القديمة وتوطين اليهود فيها، وتهديد المسجد الأقصى والاعتداءات المتكررة عليه والتضييق على مرتاديه والمرابطين فيه، وعلى ضرورة الإفراج عن المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال”.
وشدد الاتحاد في البيان على رفض السياسات الأميركية تجاه المنطقة، سيّما تلك الداعمة للأطماع الصهيونية، ويعتبرها جزءًا من مشاريع استعمارية تاريخية ومستمرة تهدف للاستيلاء على ثروات شعوب ودول المنطقة العربية والإسلامية، وتستهدف تاريخها وجغرافيتها وحضارتها ووجودها وهويتها”.
وبين أن “اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية باسم مجلسه الأعلى وأمينه العام وأعضائه المنضوين في الجمعية العامة يؤيد كلّ الخيارات التي أخذتها وتأخذها الشعوب والحكومات، في البلدان التي تعرضت للإحتلال وانتهاك السيادة، ويؤمن بضرورة دعم خياراتها بالاستقلال والدفاع عن سيادتها وحقوقها”.
وتابع أن “الاتحاد يدعم سبل تمكين شعوب ودول المنطقة لتحقيق اكتفائها الذاتي، وامتلاك القدرات والإمكانيات الخاصَّة في المجالات كافَّة، سيَّما الإعلامية منها. وتحثّ المنظَّمات والشباب للسعي نحو الإبداع العلمي والإعلامي والفني”.
واشار الى أن “الاتحاد يدين الانتهاكات والاعتداءات على حرية الصحفيين وإعاقة عملهم واستهدافهم والتي وصلت حدّ التصفية الجسدية المباشرة كما حصل مع الصحافية شيرين أبو عاقلة ويعتبر ذلك تجاوزًا صارخًا لأبسط حقوق الصحفيين وللمواثيق والأعراف والقوانين الإنسانية والدولية، وإدانة حتمية للسلوك العدواني لقوات الاحتلال”.
وبين أن “الاتحاد يدعو إلى صيانة حق التعبير في الفضاء الإعلامي العربي والإسلامي والعالمي، ودعم حق ودور المؤسسات الإعلامية في النشر والبث وفق القوانين والأنظمة الدولية والأعراف الحاكمة، واتخاذ كافة التدابير التي تصون هذا الحق وتحميه من الإستغلال والاستفراد، وترفض السياسات العنصرية للشركات التي تكيل بمكاييل سياسية تمييزية، وتستغل تشعباتها العالمية وفرضها للتمييز على أساس المحتوى”.
واكد الاتحاد في البيان على، “دعم دور الإعلام والصحافة، والحفاظ على حرية الصحفيين، وإدانة كافة مظاهر التضييق على الحريات الإعلامية وتضليل الرأي العام وإثارة الفتن والقلائل والكراهية وممارسة الدعاية المغرضة ضد المنطقة وشعوبها، وحماية عمل الصحفيين في ميادين المواجهة، ويدين كل أشكال الاعتداء على الصحافة والإعلام والتي كان آخرها استشهاد الإعلامية شيرين أبوعاقلة في فلسطين المحتلة على أيدي قوات الاحتلال”.
واضاف أن “الاتحاد يدعم مسيرة البحث والتطوير العلمي؛ سيَّما الإعلاميَّة منها، ويشدِّد على ضرورة دعم الإعلاميين المبدعين لتطوير الإعلام وحل المشكلات التي تعيق تطور الإعلام وحريته ودوره في المنطقة والعالم، ويؤكِّد على ضرورة التعاون بين المؤسسات الثقافية والإعلامية ومراكز الأبحاث لمواجهة التحديات القائمة”.
وادان الاتحاد، “خطاب الكراهية والعنصرية الذي ظهر في غرب آسيا وأوروبا والذي ظهر من خلال ازدواجية المعايير في تعامل المؤسسات الإعلامية الأوروبية والغربية مع الأزمة الأوكرانية- الروسية، وغيرها من أزمات ومعاناة الشعوب المضطهدة في غرب آسيا وخصوصًا ما يحصل في فلسطين المحتلة، وإلى ضرورة تنقية هذا الخطاب من العنصرية والكراهية البغيضة”.
ودعا الاتحاد، “المؤسسات الإعلامية إلى مواكبة التطورات الحاصلة في قطاع التكنولوجيا والإتصالات والإعلام والتحولات الرقمية، وإلى إبداء الرأي وتبني الطروحات التي ترتقي بالإسلام مبدءًا وممارسةً، والإفساح بالمجال أمام تعزيز القيم في الممارسة الإسلامية”.
وختم الاتحاد البيان،”على ثباته واستمراره وفق برامجه المقررة وتحقيقه لمستوى تعاون غير مسبوق في تاريخه بين أعضائه في مواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة والعالم، ويدعو كل المؤسسات الإعلامية والإعلاميين إلى مزيد من التعاون الشامل والكامل لتعزيز الدور والوظيفة والارتقاء بالأهداف لكل الإعلام الملتزم المؤمن بحرية العدالة”.