فُجع العالم قبل أكثر من عامين بالانتشار المريع لفيروس كورونا المستجد حول العالم وسقوط ضحايا في مختلف البلدان.
الفيروس الجديد نشر العدوى في مختلف أقطار المعمورة، وفي الوقت نفسه نشر عشرات الأسئلة التي عمل العلماء والأطباء على الإجابة عليها خلال هذه الفترة.
لكن هناك خمسة أسئلة لم يجد لها العلماء إجابات حتى الآن وفقاً لموقع cnet الأمريكي.
1. كم عدد الجرعات المعززة التي سنحتاجها؟
مع تضاؤل حماية اللقاحات بمرور الوقت والتطوّر المستمر لمتغيّرات الفيروس التاجي، يتوقع خبراء الصحة أن يصبح “المزيد من الجرعات المعززة” هي القاعدة.
في مؤتمر صحفي، قال كبير المستشارين الطبيين لدى البيت الأبيض، الدكتور أنتوني فاوتشي: “إن المتطلبات المستقبلية المحتملة لزيادة إضافية- جرعة رابعة من لقاح موديرنا أو الجرعة الثالثة لجونسون آند جونسون- تتم مراقبتها بعناية شديدة في الوقت الفعلي”.
حدّثت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC إرشاداته للإشارة إلى أن بعض الأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة يمكنهم الحصول على جرعة رابعة من لقاح كورونا الآن، بينما تبحث ألمانيا ودول أخرى في فعالية الجرعة الرابعة لعامة السكان.
أما رئيس شركة موديرنا للأدوية، ستيفن هوج، فقال إننا سنحتاج على الأرجح إلى معززات لقاحات كورونا الموسمية، مثلما نفعل مع الإنفلونزا، على الأقل لحماية الأشخاص المعرضين لخطر العدوى والمرض الخطير.
2. ما مدة الحماية التي تمنحها اللقاحات؟
اتخذ اللقاحان الأكثر فاعلية “موديرنا وفايزر” نهجاً فريداً باستخدام تقنية “ميرنا” لتعليم خلايانا كيفية صنع البروتين الذي يطلق استجابة مناعية للفيروس.
وبينما كان الباحثون يدرسون لقاحات mRNA “لعقود”، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم إتاحتها للجمهور.
ويستمر العلماء في جمع المعلومات حول مدى فاعلية اللقاحات، والمدة الزمنية حتى تبدأ فاعليتها بالانخفاض.
وللإجابة على سؤال مدة استمرار المناعة من اللقاحات، قالت جيجي جرونفال، عالمة مناعة وباحثة أولى في مركز “جونز هوبكنز” للأمن الصحي: “نحن بالتأكيد لا نزال نفكّر في ذلك، نحن نرى أن الحماية تتضاءل قبل 6 أشهر، ولهذا السبب يوصى باستخدام التعزيزات في 6 أشهر”.
وذكر تقرير حديث لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن فاعلية لقاحات “ميرنا” انخفضت بشكل ملحوظ بعد 4 أشهر فقط حتى مع وجود جرعة معززة.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن لقاحي فايزر وموديرنا أقل فاعلية بكثير في منع العدوى بسلالة أوميكرون من المتغيرات السابقة.
كما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن اللقاحات الأخرى- بما في ذلك جونسون آند جونسون وأسترازينيكا والمصنعة في روسيا والصين- تفعل أقل من ذلك.
ومع ذلك، فإن الأفراد الذين لقّحوا بشكل كامل هم أقل عرضة للإصابة بأعراض حادة والوفاة، وفقاً لكلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية، خاصةً إذا حصلوا على جرعة معززة.
3. هل تظهر متغيرات جديدة في المستقبل؟
تتطور الفيروسات باستمرار، وفي بعض الأحيان تظهر هذه الطفرات بسرعة وتختفي، وفي أحيان أخرى تستمر وتحدث طفرات في معدل العدوى والمرض.
وفي غضون عامين، تحوّر كوفيد إلى 5 “متغيرات مثيرة للقلق”، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، بناءً على شدة المرض وفاعلية الإجراءات الطبية المضادة وقدرة السلالة على الانتشار من شخص لآخر.
وخفض تصنيف متغيرات “جاما” و”بيتا” و”ألفا” إلى “متغيرات قيد المراقبة” في سبتمبر/أيلول 2021، مع استمرار اعتبار سلالتي دلتا وأوميكرون “متغيرات مثيرة للقلق”.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن مسؤولو الصحة الفيدرالية الأمريكية أن أوميكرون البديل هو السلالة السائدة في الولايات المتحدة، وهو ما يمثل ما يقرب من ثلاثة أرباع الإصابات الجديدة.
ويحذر مسؤولو الصحة من أنه كلما طال الوباء وبقي عدد كبير من الأشخاص غير مطعمين، زاد الوقت الذي يجب أن ينتشر فيه الفيروس ويتحول إلى طفرة.
4. لماذا يتسبب كورونا في إصابة البعض بأمراض خطيرة؟
نحن نعلم أن الفيروس يمكن أن يسبب أعراضاً تتراوح من الصداع والقشعريرة والحمى إلى الارتباك والغثيان والقيء وحتى فقدان حاسة التذوق والشم.
وبينما يواصل العلماء الوصول إلى قائمة شاملة بالأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه النتائج، لا يزالون يفتقرون إلى إجابات حول سبب إصابة البعض بمرض خطير والبعض الآخر لا.
وقالت جرونفال: “إن العمر هو بالتأكيد أكبر ارتباط للمرض الحاد، لكن هناك شباب في الـ29 من عمرهم توفوا، وأطفال ماتوا، وكل المؤشرات تشير إلى أنه كان يجب أن يخضعوا لدورة مرضية معتدلة”.
ويحاول العلماء أيضاً فهم “كورونا طويل الأمد”، الذي هو عبارة عن مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تظل لأسابيع أو حتى أشهر بعد إصابة المريض لأول مرة.
وكتب بوب واتشتر، رئيس قسم الطب بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، على تويتر، الأربعاء: “بعد عامين، لم نفهم الكثير عن مرض كوفيد طويل الأمد، ولا نعرف مدى انتشاره بفعل أوميكرون بعد التطعيم، ولا يزال يمثل مشكلة بالنسبة للملايين”.
5. من أين جاء كورونا؟
لا يزال الخبراء غير متأكدين من كيفية ظهور فيروس كورونا، لكن النظرية السائدة هي أنه انتقل من حيوان إلى إنسان.
والإبلاغ عن الأعراض الأولى لكورونا كان في مدينة ووهان الصينية بين الأشخاص الذين عملوا أو عاشوا بالقرب من سوق Huanan للمأكولات البحرية، وهو سوق مفتوح لبيع اللحوم والدواجن والأسماك والمنتجات الطازجة.
ووفقاً لمصادر عديدة، بما في ذلك دراسة في يونيو/حزيران 2021، كان السوق يتاجر أيضاً في الحيوانات الغريبة بما في ذلك القنافذ والزباد والشيهم.
ويدّعي البعض أن الفيروس “صنع في معمل”، لكن لا يوجد دليل قوي على ذلك. انتهى م4
المصدر| وكالات