قال قائد الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، ان طبيعة الاستكبار العالمي تعارض النظام الإسلامي الذي يعتمد على الدين في إيران .
وفي خطابه المتلفز تابعته ( الغدير ) بمناسبة ذكرى انتفاضة أهالي مدينة قم ضد نظام الشاه المقبور عام 1978 قال اية الله خامنئي ان هذه الانتفاضة شكلت نواة سلسلة من التحركات الشعبية التي أدت الى انتصار الثورة الإسلامية، معتبرا ان هذه الواقعة كانت مصدر تغيير كبير ويجب تخليد ذكراها للأجيال القادمة.
وأضاف ان هذه الواقعة وما تلاها من احداث مؤشر على العمق الديني لدى الشعب الإيراني، مؤكدا ان الحمية الدينية هي من ضمن رؤي ومبادئ الثورة الإسلامية، مشيرا الى ان الأعداء والذين لا يزالون يكنون في قلوبهم حقدا على الثورة الإسلامية، يطلقون دعايات للتشكيك في رؤى الثورة.
وتابع ان أعداء الثورة الإسلامية ونظام الجمهورية الإسلامية يحاولون تقليل حساسية الشعب الإيراني تجاه مبادئ الثورة وأسسها والحكم الديني تدريجيا، وذلك بطرق مختلفة ومن خلال الدعاية المكثفة في الفضاء السيبراني ووسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
وذكر قائد الثورة ان سر عداوة قوى الغطرسة العالمية والاستكبار لعلماء الدين وعلماء السياسة والدين السياسي والفقه السياسي هو أن وجودهم يناهض الاستكبار والاستعمار وهذه حقيقة يجب أخذها في عين الاعتبار ومن هنا يمكن فهم لماذا تكن أمريكا هذا العداء والحقد العميق لنظام جمهورية إيران الإسلامية.
واعتبر آية الله الخامنئي الالتزام بمبادئ الثورة من أهم طرق التنمية في البلاد، قائلا: كان التقدم والنجاح العلمي والصناعي والسياسي في البلاد خلال 43 عاما من انتصار الثورة الاسلامية مرهونا بنزول الشخصيات الثورية والمؤمنة والعالمة الى ساحة العمل والتي كانت تتحلى بمعنويات عالية وروح الجهاد.
واكد سماحته على أهمية الحفاظ على الوحدة، وتقليل عوامل التفرقة في البلاد ، لافتا الى انه من الطبيعي وجود اختلافات في الآراء والأذواق والأساليب بما في ذلك الاختلافات الدينية بين الشيعة والسنة، لكن يجب ألا نسمح لهذه الاختلافات ان تؤدي الى المواجهة وتصعيد الخلافات وتضعيف التلاحم الشعبي.
وقال آية الله الخامنئي: إن سياسة فرق تسد هي ديدن أعدائنا طوال تاريخهم الاستعماري في المنطقة، قائلا انه يجب أن لا ننخدع بهذه السياسة الشيطانية وعلينا أن نقوي الأمل الذي يسعى الأعداء أن يطفئوا شعلته ويحولوه إلى يأس في قلوب الشباب وننفذ جميع الوعود التي نقطعها للشعب في وقتها من دون نقص.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية انه على الرغم من وجود المشاكل الاقتصادية، والتضخم وغلاء الأسعار، والظروف المعيشية الصعبة في البلاد علينا ان نبرز نجاحات الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا نبقيها طي الكتمان، لافتا الى ان نظام الجمهورية الإسلامية حققت عشرات النجاحات في مختلف المجالات.
واكد على ضرورة مشاركة الشعب في اتخاذ القرارات في مختلف الأجهزة والنظر في مقترحات الخبراء والمتخصصين في المجالات المختلفة واعتماد آلية يمكنها استخدام هذه المقترحات والأفكار.
وأشار آية الله خامنئي الى استشهاد الفريق قاسم سليماني، معتبرا انه كان حادثا تاريخيا لم يكن أحد يتوقع أن تكون بهذه العظمة.
وقال سماحته: تصور الأعداء أنهم باغتيالهم القائد قاسم سليماني سيتمكنون إطفاء نور المقاومة ولكنهم رأوا خلاف ذلك، مضيفا: إن واقع الشعب الإيراني هو ذلك المد العالي من الجماهير الذي اكتسح شوارع المدن الإيرانية إبان تشييع الشهيد قاسم سليماني.
واكد ان هذه الحركة العظيمة التي شهدناها العام الجاري وهو العام الثاني لذكرى استشهاد سليماني في ايران والدول الاخرى، لم تكن سوى يد القدرة الالهية.
وأضاف: حقا ان جهاز حساباتهم غافل وعاطل عن العمل ولا يمكنهم اجراء تقييم صائب ازاء الجمهورية الاسلامية الايرانية لذا فانهم يتخذون قرارات خاطئة ويفشلون وسيفشلون من الان فصاعدا أيضا. انتهى .. ت/ س