الصيد أيضاً موضوع جدلي في فرنسا، ويشهد حرارة استثنائية قبل خمسة أشهر من الانتخابات الرئاسية، تحول الصيادون بكل فئاتهم إلى جزء من الانقسام السياسي، وسلطت الحوادث الأخيرة الضوء على ممارسة تجمع ما يزيد قليلاً عن مليون شخص من حاملي رخصة الصيد؛ حتى لو كان هذا الرقم، الذي قدمه الاتحاد الوطني للصيادين، هو قبل جائحة كورونا، إلا أنه يدل على أنه لا يزال يتمتع بشعبية في فرنسا، لكنه يقابل أيضاً بمعارضة علنية.
عريضة نشرت في موقع مجلس الشيوخ تدين الصيد، جاء فيها: “وفيات وعنف وسوء معاملة مرتبطة بالصيد: لن تتكرر أبدًا!” وتجاوز الموقعون عليها ال 100 ألف توقيع.
عل جبهتي اليمين المتطرف واليمين الوسط والحزب الحاكم فإنّ الصيادين يمثلون “هدفاً” له أولوية ويمكن أن يكسب القليل من النقاط اللازمة للتأهل في الدور الثاني.
بعيداً عن أن يكون لديهم مرشح من بين صفوفهم، لكن رئيس الصيادين ويلي شرين يعتبر أنّ “الصيد، مثل علم البيئة، لا ينبغي أن يولد حزباً سياسياً. ولكن إذا استمرت الهجمات في أن تكون عنيفة للغاية، فإن الناخبين في الريف بأكمله سيتحركون ضد المتطرفين في البيئة الراديكالية”.
جمعية الصيد والطبيعة والتقالي، قدمت مرشحين للانتخابات في عامي 2002 و 2007. في هذا الاقتراع الأول، كان المرشح جان سان خوسه قد أحدث مفاجأة، حيث حصل على 4.23٪ من الأصوات. خليفته، فريديريك نيهوس، سيكون أداؤه أقل بكثير، بعد خمس سنوات، بحصوله على 1.15٪ من الأصوات. منذ ذلك الحين، تحالف التشكيل الصغير مع أحزاب مثل “الجمهوريون” واختفى تدريجياً، مما سمح للأطراف الأخرى بتولي ملكية هذا الموضوع.
تتساءل جريدة “لوموند” هل يجب أن نصدق أنّ الصيادين هم احتياطي أصوات اليمين؟”، ليس بالضرورة”. ففي عام 2020، قام معهد استطلاعات الرأي “إيفوب” بتحليل ملف تصويت الصيادين في فرنسا، استناداً بشكل خاص إلى التصويت الرئاسي في عام 2017. وتوصل إلى أنّ هناك بالتأكيد “مكافأة لمرشح الجمهوريون” اليميني في ذلك الوقت، فرانسوا فيون (24.7٪ مقابل 20.01٪ لـ جميع الناخبين) ومارين لوبان (26٪). لكن هناك أيضاً تجاوز لإيمانويل ماكرون (25٪ مقابل 24.01٪) بينما لا يزال جان لوك ميلينشون مقنعاً بنسبة 16.7٪ في أوساط الصيادين، بمعدل إجمالي قدره 19.6٪. وبالتالي فإن فكرة أنّ الصيادين سيكونون بالضرورة من اليمين أو اليمين المتطرف غير منطقية معارضة.
بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون يدين الصيادين لرئيس الدولة تخفيضه سعر تراخيص الصيد إلى النصف. في ديسمبر 2017، كان سيد الإليزيه حاضراً أيضاً في مشهد صيد – حوالي عشرين خنزير بري وبضعة طيور – في أحد الأرياف كعلامة اهتمام غير مسبوقة منذ فاليري جيسكار ديستان (1974-1981)، فعندما عندما تكون من “أميان” و” بيكاردي” مثل إيمانويل ماكرون، يكون القرب الثقافي من الصيد قوياً حتى لو لم يكن رئيس الدولة هو نفسه صياداً.
منظمو الحملات الانتخابية التي تتزايد حرارة، من جميع الاتجاهات، جهزوا عدتهم لاختراق بيئة الصيادين أملاً في كسب التأييد، وستكون المعركة حامية في نظر معاهد استطلاعات الرأي طالما أن الوزن الانتخابي للصيادين قد يحدث فارقاً في صناديق المرشحين. انتهى م4
المصدر| وكالات