زعم مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، أن النظام الكوبي نشر قبل “التظاهرات السلمية الإثنين، مجموعة من الأحكام القاسية بالسجن والاعتقالات المتفرقة في محاولة لإسكات صوت الشعب الكوبي”.
واعتبر سوليفان في بيان له اليوم الثلاثاء، أن “النظام الكوبي لم يحترم الحقوق المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في التجمع السلمي”.
وأكّد أن بلاده “تلتزم بدعم الشعب الكوبي في سعيه لتعزيز التغيير الديمقراطي كحركة اجتماعية شاملة وواسعة القاعدة”، وحث النظام الكوبي كذلك “على الامتناع عن العنف ضدّ المحتجين السلميين والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين”، داعياً المجتمع الدولي إلى الإعراب عن دعمه للشعب الكوبي.
ورأى مستشار الأمن القومي الأميركي أنه “ينبغي على النظام الكوبي أن ينتهز هذه الفرصة للاستماع إلى شعبه”، مؤكداً أن “واشنطن لن تتراجع عن دعمها لسعي الكوبيين إلى تحقيق الحريات الأساسية وبناء مجتمع ديمقراطي مزدهر”.
في المقابل، ترى هافانا أن واشنطن مصممة على زعزعة الاستقرار في كوبا، وتتهم الحكومة الأميركية بالسعي لزعزعة الاستقرار في البلاد، وتقول إنها لن تسمح “للعدوان المستمرّ من جانب حكومة الولايات المتحدة في خلق الظروف لذلك”.
وزير خارجية كوبا، برونو رودريغيز باربليا، أكّد قبل أيام أن خدمة توصيل بالإنترنت تعمل بتقنية VPN (الشبكة الخاصة الافتراضية) أسّست بدعم من واشنطن لزعزعة الاستقرار في كوبا عبر الشبكة العالمية.
وفي وقت سابق، اتهم وزير الخارجية الكوبي إدارتي منصّتيّ “تويتر” و”فيسبوك” بالتلاعب بخوارزمياتهما وبالتطبيق الانتقائي لقواعدهما، من أجل إظهار الاحتجاجات في البلاد على أنها حركة شعبية واسعة.
وكان ناشطون معارضون في كوبا قدّموا سابقاً طلبات لإجراء مسيرات مناهضة للحكومة في مدن كبيرة عديدة يوم الـ15 من تشرين الثاني/نوفمبر، ورفضت السلطات المحلية هذه الطلبات باعتبار هذه المسيرات هادفة إلى زعزعة الاستقرار في البلاد.
ويؤكد الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، أن أنصاره “مستعدون للدفاع عن الثورة” في مواجهة التظاهرة المعارضة المرتقب خروجها للمطالبة بالإفراج عن معتقلين سياسيين، ويؤكد أن القيادة الكوبية تواجه استراتيجية الولايات المتحدة لمحاولة تدمير الثورة، بهدوء وثقة ويقظة.
ونظم تحالف “آنسر”، المضاد للحرب والعنصرية، تظاهرة تأييد لجمهورية كوبا أمام سفارتها في واشنطن، الإثنين، “احتجاجاً على التظاهرات التي تدعمها الأجهزة الأمنية الأميركية في كوبا”، داعياً المتظاهرين إلى “إظهار دعمهم لحق كوبا في الاحتفاظ بسيادتها وتحررها من الجهود الإمبريالية للإطاحة بالحكومة”.
ومن المرتقب أن تنظم احتجاجات في عدد من المدن الأميركية تضامناً مع كوبا، وتنديداً بالتدخل الأميركي المستمر لمحاصرة الجزيرة. وتحت عنوان: “دع كوبا تعيش! لا لمؤامرات وكالة المخابرات المركزية!”، قال التحالف: “انضم إلى أو نظم نشاط تضامني في مدينتك”.
تحالف “آنسر” كشف في وقت سابق أنّ “وزارة الخارجية الأميركية، ووكالة المخابرات المركزية، والصندوق الوطني للديمقراطية (NED) ووكالات أميركية أخرى تقوم بتنظيم احتجاجات مناهضة للحكومة في كوبا”.
والجدير بالذكر، أنه في الـ 22 من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، هدّد خوان غونزاليس، المستشار الرئيسي لرئيس الولايات المتحدة لشؤون أميركا اللاتينية، جو بايدن، حكومة هافانا بفرض مزيد من العقوبات إذا قامت بمحاكمة المروّجين للمسيرة التي دعت إليها المعارضة الكوبية في الـ 15 من تشرين الثاني/ نوفمبر، والتي رفضتها سلطات الجزيرة لاعتبارها غير قانونية.
وتشهد العلاقات الكوبية الأميركية توتراً كبيراً بعد أعمال الشغب التي اندلعت في عدد من المدن الكوبية في الـ 11 من تموز/ يوليو الماضي، وأسفرت عن سقوط قتيل وعشرات الجرحى، فيما تعتبر الحكومة الكوبية الاحتجاجات جزءاً من استراتيجية تدعمها واشنطن لتغيير النظام في البلاد.