توقف الكاتب الصهيوني “بن كاسبيت” في مقالةٍ نُشرت على موقع “المونيتور” عند اللقاءات المغلقة بين المسؤولين الاميركيين والصهاينة، ناقلًا عن مصادر عبرية قولها إن الأجواء لم تكن إيجابية على الإطلاق.
وأكَّد الكاتب زيادة حالة الإحباط لدى الجانب “الصهيوني”، وأن “تل أبيب” باتت مقتنعة أكثر فأكثر بأنَّ واشنطن لديها رؤية مختلفة جدًا حيال “التهديد النووي الإيراني”.
وتطرق الكاتب إلى اجتماع المجموعة الاستراتيجية الاستشارية “المحتلة” الذي جرى في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر الجاري في البيت الأبيض، وهو لقاء جمع مستشار الأمن القومي الأميركي “جيك سوليفان” ونظيره الصهيوني”إيال حولاتا” وفريقيهما.
ونقل الكاتب عن مسؤول صهيوني رفيع أنَّ الأجواء من حيث الجوهر في هذه اللقاءات سيّئة لا بل سيّئة جدا حتى، لافتًا إلى أنَّه لا توجد خطة طوارئ مشتركة ضدّ إيران في حال فشل المساعي الهادفة إلى العودة إلى الاتفاق النووي، وأنَّ واشنطن ليس لديها أيَّة خطة بديلة للتعامل مع هكذا سيناريو.
ورأى المصدر أنَّ “ما يُثير القلق بالنسبة لـ”تل أبيب” هو عدم اهتمام واشنطن في هذا الموضوع، حيث هناك اختلاف كبير بين الرؤية الأميركية للأحداث مقارنة مع الرؤية للعدو المحتل”، موضحًا أنَّ “إيران لا تعتبر أولوية بالنسبة لواشنطن حيث تركِّز الأخيرة اهتمامها على ملفات أخرى مثل الصين والملفات المحلية ووباء “كورونا””.
هذا، وقال الكاتب إنَّ “الصهاينة” يحاولون إقناع الأميركيين أنَّ العمل العسكري قد يكون حلًا لملف إيران النووي، وأنَّه يجب توجيه رسالة أميركية واضحةً إلى طهران أنَّ هناك “عصا إلى جانب الجزرة”، على حدِّ تعبيره.
وأكَّد أنَّ المساعي “الصهيونية” هذه فشلت حتى الآن، ونقل عن المصدر الصهيوني أنَّ الأميركيين لم يوافقوا على طروحات تقدم بها وزير حرب العدو “بيني غانتس”، والتي شملت تدابير مثل إجراء مناورات عسكرية ضخمة في منطقة الخليج(الفارسي) أو بلد مجاور وتحريك حاملات الطائرات الموجودة في الخليج العربي
ولفت المصدر نفسه الى أنَّ الأميركيين لا يشعرون بالضغوط ولا يعتبرون أنَّ “المسعى النووي الإيراني” يشكِّل تهديدًا للأمن القومي الأميركي، وأنَّ “تل أبيب” تحاول إقناع واشنطن أنَّ إيران ستتحوَّل إلى كوريا شمالية أخرى في حال استمر الوضع على ما هو عليه، إلا أنَّها لم تنجح حتى الآن.
وبيَّن الكاتب أنَّه بينما يرى كيان العدو أنَّه يجب إعداد رزمة جديدة من العقوبات ضد طهران تكون أكثر قساوة، الأميركيون على ما يبدو لم يبادروا إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة ولا يبدون حماسة لها.
واعتبر الكاتب أنَّ هذه الأجواء أثارت حالةً من “الكآبة الوجودية” لدى الجانب “المحتل”، مردفًا أنَّ حالة الإحباط لدى “تل أبيب” تنعكس في مساعيها “لإعادة إحياء” الخيار العسكري لديها وتجييش “حلفائها في الشرق الأوسط مثل السعودية والإمارات وغيرهما” بهدف تكثيف الضغوط على واشنطن.