تهديدات سافايا للعراق هل هي مكافأة امريكية على نجاح الانتخابات ؟!

الكاتب || مركز بدر للدراسات الاستراتيجية

قبل ان يتوجه مبعوث الرئيس الامريكي الى بغداد سبقته تصريحاته اللافتة والتي تثير اسئلة كثيرة عن طبيعة مهمته وعن قواعد العمل الدبلوماسي التي يجب مراعاتها، فقد صرح مارك سافايا بانه سيأتي الى بغداد وان “تغييرات كبيرة قادمة في العراق، ومن الآن فصاعداً سيرى الجميع أفعالاً بدلاً من الأقوال” وهذا النوع من الخطاب الذي استخدمه سافايا هو اقرب الى التهديدات منه الى اعلان مهمة دبلوماسية، فهو يتحدث وكأنه يروج لانقلاب سينفذه في بغداد!
من الناحية الدبلوماسية يعد ارسال مبعوث خاص خارج سياق عمل السفارة التقليدي مؤشرا على ملف استثنائي بحاجة الى حسم، لكن المعروف ان العلاقات بين البلدين لم تشهد احداثا جديدة او ازمة تقتضي وجود ملف خاص، كما ان تلك العلاقات مرتبطة باتفاقية اطارية غنية بالتفاصيل، والعراق يسعى الى تطبيق تلك الاتفاقية، وأمام هذه التصريحات غير المسؤولة لابد من العودة الى الثوابت الوطنية، واهمها ان التعامل مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول مبني على اساس الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية والمصالح المشتركة بين البلدين، فاذا كان المبعوث يحترم هذه الثوابت واذا كان يحمل رسالة من ترامب الى القيادة العراقية كما يقول فيفترض ان يترك اعلان تفاصيل مهمته للقيادة العراقية بعد ان تقرأ الرسالة، لكن يبدو الارتجال والتسرع والحماس غير المبرر لسافايا سلوكا ليس في محله ويعبر اما عن افتقاره الى الخبرة اللازمة في التعامل مع مهمته اعلاميا، او ربما تعبر عن استخفاف الادارة الامريكية بالدولة العراقية وسلطاتها وسيادتها.
ان تصريح مبعوث ترامب بهذه الطريقة الاستفزازية هو نذير شؤم ومقدمة لتعكير الاجواء بدون اي مبررات منطقية، اننا نرفض هذا النوع من التعامل غير المنضبط، ونؤكد لمبعوث ترامب ولغيره اننا لا نسمح لأي كان بالتدخل في شؤوننا الداخلية، ونؤكد ضرورة الالتزام بقواعد العمل الدبلوماسي، ولا يمكننا بأي حال مجاملة الآخرين على حساب الأمن والاستقرار والمصالح الوطنية العليا.
وبأزاء هذا التحول المهم ندعو شركاء الوطن من كافة المكونات العراقية الكريمة الى الاهتمام بتصريحات سافايا والرسالة الخطيرة التي تحملها، وما توحي به هذه التصريحات من سوء نية لارباك جهود كافة القوى السياسية والمؤسسات الوطنية وهي تسعى لانجاز عملية تشكيل الحكومة المقبلة على افضل وجه ممكن، ان بلدا ديمقراطيا مثل العراق يجب ان لا يكافأ بمثل هذا الاستفزاز بعد ان انجز قبل ايام افضل تجربة انتخابات في مساره الديمقراطي وفي المنطقة، وقد اشادت منظمات دولية وصديقة بمهنية تلك الانتخابات ونزاهتها، وكان على الادارة الامريكية التي تدعي ان بلدها مهد الديمقراطية ان تثني على العراق ومنجزه الانتخابي، لكنها بدل ذلك للاسف تمتدح الانظمة الدكتاتورية في المنطقة وتتغزل بها وتواجه العراق بالاستفزازات والتهديدات!! اذا كان المبعوث الامريكي يحمل مشروع تخريب للعراق فان سلطات البلد وقواه السياسية غير ملزمين بالتعامل معه حتى يثبت العكس.

شاهد أيضاً

مطار بغداد الدولي يستوعب أكثر من 8 ملايين مسافر ضمن مشروع تطوير موسع

تسعى الجهات الحكومية المختصة إلى جعل مطار بغداد الدولي بحلته الجديد يستوعب أكثر من ثمانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *