لماذا يحضر رئيس الوزراء مؤتمرا يمجد الجريمة ويحتفي بالمجرمين؟

منذ اندلاع العدوان على غزة، ظل موقفنا في منظمة بدر واضحًا وثابتًا تجاه جرائم الكيان الصهيوني، ولكننا غضضنا النظر عن حضور رئيس الوزراء مؤتمر شرم الشيخ تجنبا لأي توتر او خلاف، وما كشفته الوقائع اللاحقة أثبت صحة موقفنا، فقد كان خطاب الرئيس الامريكي ترامب في الكنيست ثم في شرم الشيخ مسانداً بقوة للعدوان الصهيوني، متجاوزًا أي التزام بالإنصاف أو بالقانون الدولي.

اذ لم يكتفِ ترامب بكيل المدح لمجرم الحرب نتنياهو، والثناء على جرائمه، بل وصفه المتكرر للمقاومة بـ(الارهاب) وتسمية المقاومين الشرفاء بـ(اعداء الحضارة)! بل انه بالغ كثيرا في البحث عن مبررات هزيلة لجرائم ابادة ارتُكبت ضد المدنيين، معربا عن فخره بأنه زود الاحتلال الصهيوني بأسلحة أودت بحياة آلاف الفلسطينيين وسبّبت معاناة الملايين.

أن خطاب ترامب تضمن سيلًا من التحريف والوعود الكاذبة، وبدت وعوده مثل كتاباتٍ على الماء لا تسهم في تحقيق عدالة أو استرداد حق سليب.

لقد اتضح أن زيارة ترامب للشرق الاوسط ما هي الا صكُّ تزكيةٍ لجرائم الحرب الصهيونية التي دانتها المحكمة الاممية واصدرت قراراتها ضد نتنياهو والمحيطين به كمجرمي حرب يجب مطاردتهم واعتقالهم، وبدل أن تكون زيارته فرصةً للسلام أو للضغط على مرتكبي الجرائم واعلان محاكمتهم، اصبحت الزيارة احتفالا لمدح الجرائم وشرعنتها والاحتفاء بالمجرمين.

في ضوء ما تبيّن من خطاب ترامب أمام الكنيست الصهيوني، والذي شكّل عملية تجميل وتلميع لصورة نتنياهو والكيان الصهيوني، كان من الأجدر برئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني أن ينسحب من مؤتمر شرم الشيخ، حتى لا يكون شاهد زور ضمن من حضر، وينأى بنفسه وبالعراق عن التورط في مساعي تكريس الظلم والعدوان.

إن موقفنا المعارض من هذا المسار واضح وثابت، وعلى السيد رئيس الوزراء أن يتحمّل كامل المسؤولية إزاء هذا الموقف قبال ابناء الشعب العراقي.

شاهد أيضاً

الانواء الجوية:استمرار فرص هطول الأمطار في مناطق متفرقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *