قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة
كشف تقرير حديث لصحيفة نيويورك تايمز، صدر اليوم الاثنين، عن تباطؤ ملحوظ في الاقتصاد الأميركي، رغم استمرار معدلات البطالة عند مستويات منخفضة نسبياً.
وأوضح التقرير ، أن سوق العمل في الولايات المتحدة أظهر علامات توقف حقيقية في النمو خلال الأشهر الأخيرة، خصوصاً بعد الإجراءات الاقتصادية التي بدأها الرئيس دونالد ترامب منذ أبريل الماضي.
وأشار التقرير إلى أن قطاع الذكاء الاصطناعي لا يزال يشهد نشاطًا ملحوظًا، لكن هذا القطاع يمثل الاستثناء لا القاعدة. ففي الواقع، يشهد قطاع التصنيع انكماشًا تدريجيًا، بينما يتباطأ بناء المنازل بشكل واضح، ويتركز معظم نمو الوظائف في قطاع الرعاية الصحية فقط. وهذا يعكس ضعفاً في التنوع الاقتصادي والقدرة على دعم سوق عمل متوازن ومتنوع.
وأبرز التقرير أن سياسات ترامب، سواء على مستوى الضرائب أو التجارة، أدت إلى تعقيد الاقتصاد الأميركي وتراجع تعقيده البنيوي، الأمر الذي يؤثر سلباً على مرونته وقدرته على المنافسة عالمياً. إذ يرى التقرير أن استمرار هذه السياسات قد يؤدي إلى تحوّل الولايات المتحدة من قوة صناعية رائدة إلى دولة تعتمد على التكنولوجيا التي تطورها دول أخرى، مع اقتصادات قائمة على صادرات مثل العملات المشفرة وفول الصويا والمنتجات البترولية، دون وجود قاعدة صناعية صلبة.
كما حذر التقرير من أن حملة ترامب وفريقه ضد مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي ربطوها بالخصوم الديمقراطيين، تشكل تهديدًا مباشرًا للبنية التحتية الكهربائية، خصوصًا مع زيادة أهمية الكهرباء في الاقتصاد الحديث. ومع توجه شركات التكنولوجيا الكبرى لتأمين مصادر طاقة احتياطية لمراكز بياناتها الضخمة، جاءت هذه السياسات لتقيد تطور الطاقة النظيفة وتحد من إمكانية الاعتماد على مصادر طاقة متجددة.
وفيما يتعلق بالسياسات التجارية، ذكر التقرير أن فرض الرسوم الجمركية بشكل مفاجئ ومتكرر على المواد الخام ومعدات المصانع والمنتجات المستوردة من كندا والمكسيك، أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج وتعقيد سلاسل التوريد. هذه الرسوم الجمركية، بدلاً من دعم المصنعين المحليين، تُضعف قدرتهم التنافسية، وتضر بالاقتصاد الوطني بشكل عام.
واختتم التقرير بالتأكيد على أن استمرار هذه السياسات سيؤدي حتماً إلى فقدان الولايات المتحدة تفوقها التكنولوجي والصناعي، مما سينعكس على قوتها الاقتصادية والعسكرية في المستقبل
