نحن الســـــــلاح..!

 ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ  وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾

مقال للكاتب | ريما فارس

لم نولد وفي يدنا بندقية، ولم نحلم يومًا بأن نكون على خطوط النار. كُتب علينا القتال لا لأننا عشاق موت، بل لأن العدو لا يعرف إلّا لغة النار. كُتب علينا أن نحمل السلاح، لأن من لا يحمل كرامته بيده، سيسحبها الآخرون من تحته.

كل الأحاديث عن “تسليم السلاح”، وكأننا نحن من بدأ الحرب. وكأن هذا السلاح لم يُرفع إلا بعد أن رُفعت البيوت عن أهلها، وهُدمت القرى على ساكنيها، وسُحقت الأرض تحت جنازير الاحتلال والعدوان.

يتوهمون أن المقاومة يمكن أن تنتهي بتوقيع، أو أن تُسحب البندقية من الكتف كما يُسحب القلم من يد التلميذ.
لكنهم لا يعرفون أن هذا السلاح ليس قطعة حديد، بل إرث دم، وأمانة شهادة، ووصيّة من غابوا لنحيا.

نحن لسنا حزبًا فقط، ولا حركةً لها بداية ونهاية،افهموا نحن بيئة نُسجت من الجراح، وغُذيت بالوعي، ونمت على فكرة أن العيش بلا كرامة موت معلّق.

نحن لا نحمل السلاح لمباهاة، بل لأننا جُرّبنا بلاه.
نحن أبناء الاجتياح، والـ”مجازر”، والتخاذل العربي، والتواطؤ الدولي.
نحن أبناء الجنوب والبقاع والضاحية،
وحين تكلّموا عن نزع السلاح، كنا قد جهّزنا أبناءنا على أن السلاح لا يُنتزع، بل يُسلَّم طوعًا فقط إلى الجيل القادم، بعد أن نكون قد علّمناه كيف لا يعيش خاضعًا، ولا يموت رخيصًا.

نحن لا نُنهي، لأننا لا نُستورد.
ولا نُباد، لأنّا لا نتكاثر عددًا، بل وعيًا وثباتًا.
عندما يرتقي من بيننا شهيد، لا ينكسر البيت، بل ينمو البيت من جديد، وتُعلّق صورته على الجدران، لا لتبكينا، بل لتبقي رؤوسنا مرفوعة.

نحن السلاح…
إذا سقطت الأرض، نحن من يُقيمها،
وإذا انطفأت كل الأصوات، نحن من يصرخ في وجه الظلم: هيهات منّا الذلّة.

شاهد أيضاً

الانواء الجوية:استمرار فرص هطول الأمطار في مناطق متفرقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *