مرتضى مجيد الزبيدي ||
فضلا عن ما تشهده عزة من استهداف عسكري جائر من قبل الكيان الصهيوني الغاشم، وجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها بكل عمد ووحشية، إلا أنه يصاعد من عدوانه الإنساني، فلم يكتفي باستخدام سلاح التجويع، وإنما صار ينصب الكمائن لاصطياد المدنيين من خلال مراكز المساعدات الإنسانية.
إذ يُسحق أهالي غزة ما بين القتل الصامت وكمائن الموت، من خلال الحصار المطبق والمتواصل الذي ينخر أجساد الأحياء ويهددهم بالموت كل لحظة، فيما تخطف مراكز الموت او ما تسمى بـ”مراكز المساعدات الإنسانية الصهيونية” مزيدا من المتضورين جوعا، وقد اعترفت الحكومة البريطانية و25 دولة أخرى بمقتل أكثر من 800 فلسطيني أثناء السعي للحصول على مساعدات، وذلك ببيان صدر يوم 21 تموز 2025 فيما أٌقرت تلك الدول ذاتها بأن نموذج الكيان الصهيوني بتقديم المساعدات خطير ويؤجج عدم الاستقرار.
ولم يكن ذلك العدد كافيا بالنسبة للجيش الصهيوني الذي يتخذ من قتل الناس متعة له، إذ كشف مدير منظمة الصحة العالمية في يوم 23 تموز 2025 بأن أكثر من 1000 فلسطيني قتلوا خلال محاولتهم الحصول على غذاء في غزة.
الأعداد التي ذكرت أعلاه لا تشمل من استشهد إثر الجوع الحاد وسوء التغذية، فالمكتب الإعلامي الحكومي في غزة بين أن حياة أكثر من 40 الف طفل مهددة بسبب منع إدخال حليب الاطفال، فيما اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن 133 حالة وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية بينهم 87 طفلا، وذلك حتى يوم 27 تموز 2025.
هذا ويضاف إلى ذلك كله شهداء العمليات العسكريةن والممارسات الوحشية الصهيونية، التي بلغت حتى يوم 28 تموز 2025 أكثر من 59 الف شهيد و145800 مصاب حسب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية، ناهيك ان المجمعات والمؤسسات الطبية في غزة اصبحت هدف اساسي ومعلن للاحتلال، وسط مرأى ومسمع العالم اجمع، بل أن معظمها خرج عن الخدمة إثر الاستهداف العسكري، والذي يتزامن مع شحة حادة بالمواد والمعدات الطبية، وانقطاع تام للكهرباء ونقص شديد بالوقود، وافتقار الأهالي للمياه الصالحة للشرب.
وتستمر هندسة التجويع الصهيونية..
كل ذلك والدول الغربية والعربية والمنظمات الدولية في خانة واحدة من حيث اصدار بيانات الشجب والتنديد والاستنكار دون أي تحرك فعلي تذكر نتائجه عدا رجال درة لبنان وعنفوان اليمن الأبي وبأس إيران الصمود ومحاولات العراق المحاصر بالضغط الدولي.
قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة
