خبير بيئي يحذر : جفاف الأهوار يقرع ناقوس الخطر.. هجرة، حرائق، وانقراض يهدّد جنوب العــــراق

اكد الخبير البيئي احمد صالح نعمة ان هور الحمار الغربي ومنطقة الچبايش وأهوار محافظة ذي قار تمر بأكملها بموجة جفاف قاسية، على غرار ما شهدته سابقاً محافظة ميسان التي جفّت جميع أهوارها بالكامل، وكذلك محافظة البصرة.

وأوضح، أنّ هور الحمار الغربي يعتمد في تغذيته على نهر الفرات، الذي يعاني في السنوات الأخيرة من نقص حاد في منسوب المياه وشحّة غير مسبوقة، ما أدى إلى جفاف مساحات واسعة من الأهوار.

وأضاف أنّ هذا الواقع ينذر بخطر بيئي وكارثي كبير يهدّد التنوع الأحيائي، كما ينعكس سلباً على وجود السكان المحليين في تلك المناطق. وقد ترتّب على ذلك موجة هجرة عكسية من الأرياف إلى المدن، الأمر الذي يسبّب اختلالاً ديموغرافياً في توزيع السكان، سواء من حيث أماكن المعيشة أو الارتباطات العشائرية ومصادر الرزق التي تمثّل العامل الأساسي في استقرار المجتمعات المحلية.

وبيّن نعمة أنّ محافظة ذي قار، شأنها شأن محافظات الجنوب الأخرى، تواجه هذه الأزمة بشكل متزايد، مشيراً إلى أنّ هور الحويزة جفّ تماماً منذ عدة أشهر، وهو يعاني حالياً من موجة حرائق واسعة امتدت إلى مساحات شاسعة تُقدَّر بعدة كيلومترات مربعة، ما اضطر الحكومة العراقية إلى الاستعانة بالحكومة الايرانية بطائرات إطفاء الحرائق. ورغم ذلك، لم يُسيطر على الحريق إلا بعد مرور ثلاثة أيام.

وأشار نعمة إلى أنّ حادثة مشابهة وقعت قبل نحو ثلاث سنوات، عندما اندلعت حرائق كبيرة في الأهوار واستمرت مدة 16 يوماً، مخلّفة أضراراً بيئية فادحة.

وحذّر الخبير البيئي من خطورة استمرار الوضع الحالي، إذ قد يؤدي ذلك إلى انتشار الأوبئة وانقراض أنواع مهددة بالفعل بالانقراض، فضلاً عن اندثار أنواع أخرى لم تكن مدرجة على قوائم الكائنات المهددة، لكنها تعتمد في بقائها على الاستيطان في تلك البيئات الرطبة.

كما نبّه إلى أنّ التنوع البيولوجي برمّته معرّض لخطر شديد، بدءاً من انهيار النظام الحشري وتضرر أعداد كبيرة من الزواحف والأسماك، وصولاً إلى اندثار المساحات الخضراء ونباتات القصب والبردي.

وأعرب نعمة عن خشيته من امتداد موجة الجفاف إلى بقية الأهوار العراقية، بما في ذلك الأهوار الوسطى في محافظة ميسان، وأهوار الناصرية، وأهوار الچبايش، فضلاً عن أهوار الدلمج الواقعة بين محافظتي الديوانية والكوت.

وختم حديثه محذّراً من أنّ البلاد مقبلة على خطر بيئي جسيم إذا لم تتخذ الدولة إجراءات عاجلة وسريعة لإنقاذ ما تبقى من الأهوار والحفاظ على التنوع الأحيائي والموارد الطبيعية فيها.