يا أهل قريـــــش.. نحن الكفّار وليس أنتم.. امنحونا شيئا من نخوتكم ومروءتكم!

الذين حاصروا وقاطعوا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم هم اولئك الذين كان يعيش بينهم، أهل وأقارب وجيران، ومن نطلق عليهم مصطلح كفّار قريش، غير أنّ هؤلاء الكفّار لم يحتملوا تلك الحال التي كان عليها النبي وأصحابه ومن آمن معه، فصاح أحد هؤلاء الكفّار قائلا.. أنأكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم جوعى ؟
مقال للكاتب | د. محمد أبو بكر

لم يعد بيننا كفّار قريش، نعيش ضمن أمّة مؤمنة، تؤدّي الصلوات الخمس في المساجد، تصوم رمضان، تؤدّي فريضة الحج، ولكنها أمّة ميّتة، صحيح أنها تعيش فوق الأرض، فقد باتت كغثاء السيل، لا فائدة ترجى منها، وهي تشهد كلّ لحظة ما يجري في غزة.
حصار غزة ليس حصارا من كيان الإحتلال فحسب، بل هو حصار الشقيق قبل العدو، المساعدات الإنسانية لا تبعد عن الفلسطينيين سوى أمتارا قليلة، والشقيقة الكبرى مصر تشاهد عن بعد تلك المآسي في القطاع، ولا تفعل شيئا، وكان بإمكانها وفي لحظة وطنية وبطولية فارقة أن تغني أهل غزة مما يعانونه اليوم .

كفّار قريش امتلكوا مروءة ونخوة تفتقدها الأمة العربية والإسلامية اليوم، وهم أشدّ عداء للرسول ومن كان معه، ولكن النخوة تسري في دمائهم، في حين أنّ البلادة والعجز والمهانة هي السمة التي نراها اليوم، عجز لا يمكن فهمه، فأهل غزة لا يريدون من الأمّة جيوشا ولا أساطيل، بل وقفة مشرّفة تقيهم هذا الجوع والموت البطيء، الذي يراقبونه وكأنّهم يتابعون مسلسلا هابطا.
ياكفّار قريش ؛ كم نحن بحاجة إليكم اليوم، أناشدكم، أخاطب ضمائركم، وأنتم تحت التراب، عفوا، أنتم الأحياء ونحن الأموات، أخاطب فيكم تلك النخوة والشهامة، فأهل غزّة غسلوا أيديهم من ( المؤمنين )، الذين باتوا لا يعرفون معنى للرحمة والوقوف مع الملهوف، أنتم أيّها الكفّار، سامحوني على هذا اللفظ، من تستطيعون التغيير، فالرجولة عندنا باتت من الماضي.
ياكفّار قريش.. أنتم من نلجأ إليهم، بعد أن أصابنا اليأس والإحباط من أمّة الملياري مسلم، كم أتمنى خروجكم من قبوركم لتشاهدوا بأعينكم ماذا حلّ بأمّة محمد، الذي لم تحتملوا حصاره ومقاطعته.

يا أهل قريش ؛ لستم الكفّار أبدا، نحن الكفّار، حتى لو أدّينا كلّ الصلوات المفروضة وغير المفروضة، وأدينا مناسك الحج كلّ عام، وصمنا الأثنين والخميس، ما نفع كل ذلك أمام ما يواجهه الأطفال والنساء والشباب والشيوخ في غزة هاشم، نعم.. غزة هاشم ياكفار قريش !
إلى كفّار قريش.. لكم الإحترام والتقدير، يكفي تلك الشهامة والرجولة، وسلام خاص للأخ العزيز أبو جهل، ولا تنسوا تحياتي لأبي لهب وللكبير الشهم زهير بن أبي أميّة صاحب الصرخة الشهيرة.. أنأكل الطعام وبنو هاشم جوعى ؟
وحسبي الله ونعم الوكيل على أمّة وأنظمة لم تعد تمتلك ذرّة من مروءة كفّار قريش، ومن اليوم سوف أقوم بإلغاء كلمة ( كفّار ) واستبدلها بكلمة ( فرسان )، هم كذلك حقّا، أمّا نحن ؛ مجرّد قطيع خراف ينتظر الذبح، واحدا تلو الآخر.

شاهد أيضاً

الانواء الجوية:استمرار فرص هطول الأمطار في مناطق متفرقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *