أمريكا تهددني باتصال هاتفي..!

مرتضى مجيد الزبيدي ||

 

نعم تيقن عزيزي القارئ أن ذلك قد حصل حقا وبشكل معلن كما سأوضح لك.. ولكن… تخيل لدقائق، ان محدثك هو جهاز الحشد الشعبي بذاته يقص عليك ما حصل من تهديد.

أن جهاز الحشد الشعبي الذي تشكل بضرورة وطنية طارئة لدفع الخطر المحدق بالبلد ودول المنطقة بل العالم، وبفتوى المرجعية الدينية العليا، وأعطى أكثر من 10 آلاف شهيد وحقق الانتصارات تلو الأخرى، واليوم وبظل ما تشهده المنطقة من صراعات إقليمية ووجودية، يتصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو برئيس الحكومة العراقية ليعبر عن قلق واشنطن بشأن وجودي وحقوقي القانونية.

إذا تناولت المواقع العراقية والأمريكية وغيرها خبر مفاده أن روبيو اعرب لرئيس وزراء العراق عن قلق الولايات المتحدة العميق من مشروع قانون هيئة الحشد الشعبي المطروح حاليا أمام مجلس النواب العراقي، معتبرا أن إقراره من شأنه أن يكرس النفوذ الإيراني ويمنح جماعة مسلحة مكانة رسمية تقوض السيادة العراقية.. هل صدقتم ذلك؟! نعم صدقوه فتخبط أمريكا وخبثها في ذات الوقت لا يقفان عند حد معين.

ففي الوقت الذي اعلنتُ فيه مرارا وتكرارا بأني كقوة حشدية أتبعُ دولتي العراقية وادافع عنها كيفما اقتضت الحاجة وبأمرة القائد العام للقوات المسلحة والتنسيق مع الأجهزة الأمنية وترجمت ذلك عمليا مئات المرات، ورغم أن أمريكا تعلم ذلك وتعييّه جيدا إلا انها تأبى أن تصدق، وتواصل كذبها على العالم وفق قاعدة وزير إعلام هتلر (كذب وكذب حتى يصدقك الناس) او (حتى تصدق نفسك)

ورغم ضرورة القانون للحشدييّن إلا إني لست متلفتا للتصويت إن تم او لا؛ فعملي وتضحياتي تحدًّثً بهما الميدان والواقع وقبل كل شيء ما عملي إلا في سبيل الله عز وجل ولصيانة حرمة الأنفس والأعراض والمقدسات، ولا شأن لي بأميركا وغيرها، فضلا عن أنه لا يوقفني او يؤخرني عدم التصويت.

إلا أن ذلك الاتصال سيء الصيت يدل على خشية حقيقية وتذمرا حادا؛ خشية من قوتي المحلية المتنامية التي قد تفشل مجددا مخططات شريرة إقليمية و دولية، وتذمرا كوني أفشلتُ مسبقا ذلك المخطط الإرهابي المشؤوم الذي جاءت به أميركا وباعتراف حكوماتها عن طريق “داعش” فمن الطبيعي أن تتذمر الولايات المتحدة من حجر عثرة بطريق إرهابها دحره بشكل أبدي.

وما هو مدعاة للفخر ان دولة كبيرة وتدعى عظمى بحجم أميركا بترسانتها العسكرية والنووية والتقنية تخشى من وجودي في العراق؛ نعم اكرر لأني منعت مخططهم وسأمنع كل مخططاتهم ما دمت حيا، وجدير ان اتذكر موقف القائد الشهيد ابو مهدي المهندس عندما خاطب احد المسؤولين الأمريكيين قائلا (كل من يكلك الحشد ينحل كله انت كذاب حتى لو كان رئيس الوزراء واذا قدموا لك ضمانات معينة فبوجود أي خطر يعودون ويتجمعون)

لذا فاليفخر كل من يحب الحشد او انتمى إليه فكريا او إداريا وليرفع رأسه عاليا كونه عنصر مهم ويشكل خطرا على دول عظمى تخافه وتهاب وجوده؛ فالتأكيد على الشيء يدل على أهميته.. وليبقى السؤال حاضر في الأذهان، ما الذي تنوي أمريكا فعله في العراق وتخشى وجود قوات الحشد الشعبي؟

شاهد أيضاً

الزراعــــة: خطوات تنفيذية مشتركة لتعزيز الأمن الغذائي في العراق

أعلنت وزارة الزراعة، عن اعتماد سلسلة من الإجراءات التنفيذية المشتركة بين الوزارات بهدف تعزيز الأمن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *