فاجــ ـعة الكـــوت وما قبلها وما بعدها

في صبيحة يوم عراقي حزين ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بتفاصيل فاجعة الكوت،  التي وقعت الليلة البارحة ،فقد سرق الإهمال والفساد وعدم احترام الحياة أرواح نحو مائة شخص كانوا يتسوقون ويتنزهون  مبتهجين فرحين في مول جديد من خمسة طوابق لم يمض على افتتاحه سوى أسبوع!

مقال للكاتب | د. محمد فلحي

فاجعة الكوت ينبغي ان تذكرنا بحرائق المستشفيات في ذروة وباء كورونا التي لم تنشر نتائج تحقيقاتها حتى اليوم ولم يعاقب أحد بسببها رغم وفاة مئات المرضى وذويهم الذين هربوا من فيروسات كورونا فاحترقوا بنيران المستشفيات المبنية من مواد قابلة للاشتعال!

واليوم تتكرر المأساة ومن المفجع ان يدعو بعضهم الجهات المعنية إلى تطبيق اجراءات السلامة في جميع المباني العامة،بصورة عاجلة، فأقول يا للمهزلة إذا كانت تلك الأجهزة نائمة ولا توقظها سوى نيران مشتعلة وأجساد متفحمة، فمن هو المسؤول عن التساهل في تطبيق الاجراءات الوقائية ومن المقصر، وهل من حسيب ورقيب !؟

انتشار مولات غسيل الأموال والفساد اصبحت معروفة لدى العراقيين جميعا، فلا بيع ولا شراء في هذه الاماكن وهي مجرد ديكورات للتفرج والنزهة والتزاحم ، وأغلبها يفتقر لابسط شروط السلامة!

ولكي لا تتكرر المأساة علينا ان نتساءل هل هذه المجمعات والأبراج السكنية العالية التي تبنى وتباع بأغلى الأسعار، تتوفر فيها شروط السلامة من النيران والزلازل والانهيار!؟.. وهل تكون فاجعة الكوت بداية لاعادة النظر في كل المباني ومدى توفر اجراءات السلامة فيها!؟

سوف تشكل لجان تحقيقية وتطوى صفحات هذه الكارثة مثل الكوارث التي سبقتها وينجو الفاسد والمقصر والمهمل والمرتشي ، فنحن في بلد أرخص شيء فيه حياة الإنسان!

شاهد أيضاً

المفوضية توضح آلية منح مقعد المستبعد وموعد صرف مكافآت المراقبين

حددت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات، اليوم الجمعة، آلية منح مقعد المرشح المستبعد وموعد إطلاق مكافأة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *