حيفا تحترق وهروب صهيوني جماعي من جحيم السماء..!

سمير السعد ||

في تطور نوعي غير مسبوق في تاريخ المواجهات بين محور المقاومة والكيان الصهيوني، تمكنت الصواريخ الإيرانية من اختراق الدفاعات الجوية الصهيونية والوصول بدقة إلى أهداف حساسة في العمق، دون أن تواجه تصدياً يُذكر من أنظمة “القبة الحديدية” أو “مقلاع داوود”، ما شكّل صدمة في الأوساط العسكرية والسياسية للكيان.

 

الهجوم الإيراني الأخير على مواقع استراتيجية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخصوصاً في مدينة حيفا، مثّل ضربة قاصمة تجاوزت التوقعات، ليس فقط لشدّته ودقته، بل لعجز الدفاعات الصهيونية عن التعامل مع صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت وتصل لأهدافها خلال دقائق معدودة.

 

المصادر الميدانية أكدت أنّ الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية اخترقت أجواء الكيان دون رصد مبكر، ما جعل صفارات الإنذار بلا جدوى، وأدخل المستوطنين في حالة من الذعر والرعب، دفعت بأكثر من 25 ألف صهيوني لتقديم طلبات هجرة هرباً من القصف والموت، خصوصاً في ظل فقدانهم الثقة بقدرة جيشهم على حمايتهم.

 

المفارقة الكبرى، أن معظم هؤلاء المستوطنين لا يؤمنون بـ”العقيدة”، ولا يصمدون في ظل الأزمات، ما أسقط عملياً أسطورة “شعب الله المختار”، التي طالما روّجت لها المؤسسة الدينية والسياسية في الكيان.

 

وفي الوقت الذي كان يتوقع فيه البعض أن تكون الضربة الجوية الأمريكية الأخيرة على إيران رادعة أو مؤثرة، أثبتت طهران أنها تمتلك زمام المبادرة، وقادرة ليس فقط على الرد، بل على فرض قواعد اشتباك جديدة، قائمة على المفاجأة، والدقة، والتكتيك المتطور.

 

المشهد في الداخل الصهيوني اليوم مختلف تماماً. المدن لم تعد آمنة، والملاجئ لا تكفي، والخوف لم يعد استثناءً، بل بات عنوان المرحلة، أما “الردع الصهيوني ” فقد تحوّل إلى خرافة قديمة.

 

ما بعد هذا القصف ليس كما قبله. إيران أثبتت أنها دخلت مرحلة جديدة من الصراع، عنوانها ، الدقة، الفعالية، والقدرة على المبادرة. وبينما يهرب المستوطنون من جحيم الصواريخ، يتكشف زيف الرواية الصهيونية وأسطورة التفوق الأمني والعسكري. فحين تنهار العقيدة تحت وقع الانفجارات، تسقط كل الأساطير.

شاهد أيضاً

المندلاوي يوجه بإدراج فقرة تثبيت عقود التربية بمقترح تعديل قانون الوزارة

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *