أكد زعيم أنصار الله، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، اليوم الخميس، أن الاحتلالين الأميركي والإسرائيلي يستغلان الكارثة الإنسانية في غزة لتحويل المساعدات الإغاثية إلى وسيلة للقتل الجماعي، في انتهاك صارخ لكل المبادئ الأخلاقية والإنسانية.
وفي خطاب متلفز، أشار السيد الحوثي إلى أن العدوان الإسرائيلي على القطاع دخل شهره العشرين، وسط تصعيد غير مسبوق، لافتًا إلى أن حصيلة جرائم الاحتلال خلال الأسبوع الجاري تجاوزت 2400 شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.
وأوضح أن نسبة الإبادة بين سكان غزة وصلت إلى نحو 9%، ما يمثل واحدة من أعلى النسب في تاريخ الحروب الحديثة، واصفًا الوضع بـ”الكارثة الإنسانية غير المسبوقة”.
واتهم الحوثي الولايات المتحدة بلعب دور رئيسي في العدوان، من خلال “هندسة عمليات الإبادة” عبر أدوات التجويع والقتل، وتحويل توزيع المساعدات إلى “مصائد موت ومراكز للإعدام الجماعي”.
ودعا الشعوب الحرة وقوى المقاومة إلى تحمل مسؤولياتها إزاء ما وصفه بـ”جريمة التجويع”، مؤكدًا أن ما يجري يمثل أقسى أشكال الحصار والقتل الجماعي، ويتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية.
وشدد السيد الحوثي على أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم نقاط توزيع المساعدات كأداة للإبادة، بإطلاق النار المباشر والعشوائي على المدنيين الجائعين أثناء تجمعهم لاستلام المعونات، مشيرًا إلى أن هذه المشاهد تكشف “بشاعة الجريمة”.
وبيّن أن الشعب الفلسطيني يُجبر على الاختيار بين الموت جوعًا أو التوجه إلى مراكز توزيع تحوّلت إلى ساحات قتل، واصفًا هذا الواقع بأنه “أبشع صور الإذلال والاستغلال الإنساني”.
وكشف الحوثي أن سلطات الاحتلال تمنع دخول المساعدات الأممية منذ أكثر من 100 يوم، ما جعل مراكزه الخاصة أداة إضافية للإبادة، بدعم أميركي مباشر، في إطار سياسة تهدف إلى إخضاع الفلسطينيين عبر الحصار والقتل.
كما تطرّق في حديثه إلى الانتهاكات المتواصلة في القدس والضفة الغربية، موضحًا أن الاحتلال يواصل عمليات الهدم والتهجير وتوسيع المستوطنات، إلى جانب تصعيد الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى والإبراهيمي، ضمن خطة تهويد شاملة تقوّض كل فرص الحل السياسي.
وأشار إلى أن قرار الاحتلال بإنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة يمثل تقويضًا تامًا لما يُعرف بـ”حل الدولتين”، مؤكدًا أن الاحتلال لم يكن جادًا يومًا بهذا الحل، بل اعتبره مجرد “خدعة مرحلية” لتحقيق أطماعه.
وانتقد الحوثي التخاذل العربي والإسلامي، معتبرًا إياه من أبرز أسباب استمرار الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية، لافتًا إلى أن معظم الأنظمة لا تتخذ مواقف عملية، وبعضها يذهب حدّ التواطؤ الصريح عبر تصنيف فصائل المقاومة كمنظمات إرهابية.
وأضاف أن هذا الانحدار السياسي والأخلاقي يعكس واقعًا مؤسفًا يمتد حتى إلى قطاعات من الشعوب، التي تراجعت فيها روح المسؤولية.
وختم السيد الحوثي دعوته للأمة الإسلامية والعربية بضرورة التحرك الجاد والفاعل نصرةً لفلسطين، محذرًا من أن استمرار حالة اللامبالاة لن يجلب سوى المزيد من الخسائر والانهيارات التي تهدد حاضر ومستقبل الأمة بأكملها.