الهجوم الاوروبي ( الاوكراني) على روسيا والسيناريوهات المحتملة

استهدفت أوكرانيا أكثر من 40 قاذفة استراتيجية روسية في عمق أراضيها في غارة جوية غير مسبوقة وجريئة بطائرة مسيرة، وهي عملية قيل إنها وُجهت من داخل روسيا، وأثارت غضب الكرملين وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن “أوكرانيا وقّعت على حكم الإعدام”، مُعلنًا أنه “لم يعد هناك خطوط حمراء”.

سلسلة عالم متعدد الاقطاب
مركز بدر للدراسات الاستراتيجية
٢٠٢٥/٦/٤

د. احمد المياحي

أن تصرفات حلف شمال الأطلسي على الأراضي الروسية من قبل القوات الأوكرانية ووكالات الاستخبارات الغربية لن تؤثر على انتصارات روسيا، مضيفا: “أيدي روسيا مفتوحة تماما لعمليات مضادة في الجزء الغربي من أوكرانيا”.
حذرت الولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين من أن روسيا تستعد لرد غير متناسب على الهجوم الأوكراني على قواعدها الجوية.
(إن العمليات التي تقوم بها أوكرانيا على الأراضي الروسية متعددة الأبعاد، وتستند إلى الأوامر الصادرة عن القيادة المشتركة لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة)
وفيما يتعلق بالهجوم الأوكراني على روسيا ودور حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة في هذا الهجوم، تأتي بالتزامن مع بدء الجولة الثانية من المفاوضات الروسية الأوكرانية في تركيا، شنت كييف، بدعم كامل من وراء الكواليس ومشورة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، والضوء الأخضر من أميركا، عمليات عديدة على الأراضي الروسية.

ابعاد الهجمات العسكرية:-

1- البعد الأول يتمثل في خلق جو نفسي، والضغط على الرأي العام، وفي الوقت نفسه، خلق صلة إعلامية بالمبالغة والدعاية.
2- البعد الثاني، يتعلق بالأنشطة العملياتية والتدميرية.
بعبارة أخرى، فإن مركز أبحاث العمليات التابع لحلف شمال الأطلسي والغرب، من خلال البعد الدعائي المكثف المتمثل في تضخيم العمليات على الأراضي الروسية، قد صمم الهدف الرئيسي المتمثل في الحرب النفسية والضغط على الكرملين.
3- البعد الثالث تكمن المسألة المهمة في تجاوز الناتو للخطوط الحمراء الروسية، لأن ما نُفذ كعملية أوكرانية داخل الأراضي الروسية يُعتبر جريمة حرب، وله أمثلة مثل مهاجمة مناطق مدنية وتهديد حياة المدنيين الروس.
إن قصف جسر وسكة حديد بريانسك، الذي أدى إلى مقتل عدد كبير من النساء والأطفال، يُعتبر “إرهاب دولة” وفقًا للتعريفات الدولية.
نفذت القوات الأوكرانية هذه الأعمال على الأراضي الروسية بحضور شبكة الاستخبارات الخارجية البريطانية.
4- البعد الرابع في هذا البعد، نُفذت هجمات بطائرات بدون طيار، أما البعد الاخير المتمثل في الهجمات على المناطق المدنية فهو الجانب الدعائي للحرب الناعمة.
بمعنى آخر، يهدف المسار الذي رسمه الناتو إلى خلق مساحة دعائية وتضخيم الهزائم التي مُني بها على يد روسيا.
وقال محلل الشؤون الروسية: المهم جدًا هو أن إجراءات الناتو على الأراضي الروسية من قبل القوات الأوكرانية وأجهزة الاستخبارات الغربية والأمريكية لن يكون لها أدنى تأثير على مسيرة الانتصارات الروسية، لأن روسيا سترد بحزم على جميع العمليات، وستكون يدها مفتوحة تمامًا للعمليات المضادة في الجزء الغربي من أوكرانيا.
بعد أن أعلن الجانب الألماني رسميا أنه سيسمح باستخدام أسلحة بعيدة المدى على الأراضي الروسية، وأصبحت الأطراف الألمانية والفرنسية والبريطانية نشطة للغاية في استفزاز روسيا، فمن الممكن أن تقدم روسيا ردا مباشرا على ألمانيا”.

الرد الروسي المتوقع:-

▪️فيما يتعلق برد روسيا على الهجمات الأخيرة على أوكرانيا، وفقاً للقانون الدولي، يُسمح لروسيا باستخدام أي قدرة للرد على العمليات التي تنفذها أوكرانيا على أراضيها بدعم من حلف شمال الأطلسي، لأنه مرة أخرى تم الكشف عن أكاذيب الأميركيين وكانت جميع العمليات بمركز أبحاث أميركي وضوء أخضر أمريكي
▪️نعتقد أن العمليات التي تُنفذ على الأراضي الروسية تُعقّد الأزمة الأوكرانية أكثر من ذي قبل، ولن تُسفر إلا عن خسارة لحلف الناتو وأوكرانيا، لأن روسيا دولة شاسعة ذات امتداد إقليمي استثنائي.
ويتم الحفاظ على أمن روسيا الإقليمي بالكامل بيقظة القوات العسكرية والاستخباراتية الروسية، وبعض العمليات المماثلة في روسيا الشاسعة لا تُشير إلى قدرة الناتو، بل تُظهر أنه تجاوز الخطوط الحمراء بسبب اليأس في المجال العسكري، ولا يُدرك المخاطر التي يُشكّلها.

▪️من المؤكد أن كييف لم تكن قادرة على تنفيذ مثل هذه العملية لولا الدعم اللوجستي والاستخباراتي الكامل من حلف شمال الأطلسي، لذا فمن الواضح أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يستطيع إخفاء دور المشاركة الغربية في العمليات.

شاهد أيضاً

المفوضية توضح آلية منح مقعد المستبعد وموعد صرف مكافآت المراقبين

حددت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات، اليوم الجمعة، آلية منح مقعد المرشح المستبعد وموعد إطلاق مكافأة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *