من المسؤول عن سوء تصميم مجسر الزعفرانية؟!

بعد الشروع في العمل بمشروع مجسر الزعفرانية قرب أسواق مريم، وارتفاع السدّ الترابي من الجانبين، تبيّن للناس أن المجسر سيتم طمر جانبيه بالتراب دون استخدام أعمدة (دنگ) لربط الطرفين، ما يعني أن السد سيكون ترابيًا ومغلفًا بالصبّ الخرساني (الكونكريتي). عندها، اعترض أغلب سكان الزعفرانية من المختصين وعامة الناس، معتبرين أن مثل هذا التصميم يُعدّ جريمة بحق التطور العمراني الحديث في الطرق والجسور. فقد ظهرت على المشروع عدة شوائب وعيوب، منها:

1. عزل المنطقة: السدّ الترابي المغلف بالخرسانة قد عزل الجهتين بشكل تام، ومنع الرؤية بينهما، فحجب سوق مريم عن جهة المطاعم، وصار من يريد الانتقال إلى الجهة الأخرى مضطرًا للسير مسافة طويلة.

2. قتل النشاط التجاري: منطقة سوق مريم تُعد منطقة تجارية نشطة، ولو تم تصميم المجسر بجانبين من الأعمدة (دنگ)، لأضفى ذلك حيوية على المكان وزاد من نشاطه التجاري. بل كان يمكن استغلال المساحات تحت المجسر بوضع مقاعد للجلوس وحدائق مصغّرة أو مناظر جمالية، ما يجعل المكان مفتوحًا وجذابًا. أما الآن، فقد أصبح الموقع أشبه بالمقبرة، خصوصًا في الليل، وكأنك تمرّ داخل سرداب مظلم.

3. سوء التصميم وظهور العيوب: منذ بداية المشروع بدأت العيوب بالظهور، وها هي تتكشف يومًا بعد يوم، خاصة فيما يتعلق بطمر المجسر بالتراب، ومدى قدرة هذا السدّ على تحمّل ضغط السيارات الكبيرة وحمولاتها، وضغط الهواء، فضلًا عن مشاكل المياه، كما حدث مؤخرًا.

4. معاناة السكان اليومية: لا يزال سكان الزعفرانية يعانون من مسألة الاستدارة الطويلة للوصول إلى منازلهم أو أماكن عملهم، بسبب عدم إكمال التشطيب النهائي للمجسر.

5. مقارنة مع مجسرات أخرى: في بغداد نُفّذت مجسرات باستخدام أعمدة، فجمعت بين الجمالية والمتانة. وقد مررتُ مؤخرًا قرب مجسر الطالبية، وهو قيد الإنشاء، ويكاد يساوي مجسر أسواق مريم طولًا أو يزيد، وقد تم تصميمه بجانبين من الأعمدة (دنگ) لا بسدّ ترابي.

6. تصاميم حديثة لا ترابية: الجسور الحديثة تُصمّم اليوم لتمنح المكان سعة وجمالًا، وتستغل الإضاءة الطبيعية من الشمس، وتحقق راحة المستخدمين. أما هذا التصميم، فبدائي الطابع، وكأنه من العصر الجاهلي، وقد ظهرت نتائجه السلبية خلال وقت قصير.
من يتحمّل المسؤولية؟

المسؤولية الكبرى تقع على عاتق وزارة الإعمار والإسكان، التي وافقت على هذا التصميم، دون مراعاة المعايير العالمية الحديثة في بناء الجسور، ولا خصوصية المنطقة من جميع الجوانب. كما يتحمّل المسؤولية أصحاب السلطة والنفوذ من أبناء المنطقة، الذين قبلوا بهذا التصميم منذ البداية، دون الرجوع إلى المختصين من المهندسين المعماريين والمدنيين، لمعرفة جدوى المشروع وصحة تصميمه.

شاهد أيضاً

المفوضية تحدّد آلية منح مقعد المرشح المستبعد وموعد إطلاق مكافأة موظفي الاقتراع

حددت المفوضية المستقلة العليا للانتخابات، اليوم الجمعة، آلية منح مقعد المرشح المستبعد وموعد إطلاق مكافأة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *