تسود حالة من الغموض، على الوضع الصحي للأسرى الأربعة الذين أعيد اعتقالهم، بعد تحرير أنفسهم من سجن جلبوع.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، عن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، أن الاحتلال تعمد التعتيم على الوضع الصحي للأسرى الأربعة.
وأضاف أبو بكر، أن كافة الأنباء التي تردنا عن أوضاع الأسرى الأربعة نعرفها من خلال الإعلام الصهيوني فقط، ويرفض الاحتلال زيارة المحامين لهم، أو إطلاعنا على أوضاعهم الصحية.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أبلغتهم بأنها ستعقد جلسة محاكمة لهؤلاء الأسرى في التاسع عشر من الشهر الجاري، ومن خلالها يمكنكم معرفة وضعهم الصحي، لافتا إلى أن الهيئة أوكلت مهمة الدفاع عن الأسرى الأربعة لستة محامين.
وكانت قوات الاحتلال الصهيوني أعادت اعتقال زكريا الزبيدي، ومحمود ومحمد العارضة، ويعقوب قادري قبل ثلاثة أيام.
وذكر شقيق الأسير زكريا الزبيدي، أن أخاه تعرض للتعذيب ونقل إلى المستشفى وهو في حالة غيبوبة، وتم إدخاله غرفة الإنعاش.
ومع مواصلة الاحتلال البحث عن اثنين من المحررين، قال كاتب صهيوني إن الأوضاع الأمنية تقترب من نقطة الغليان، في ظل استمرار هجمات ومحاولات الطعن بالسكاكين، ما يجعل التوترات الأمنية تتصاعد الآن تحت السطح.
وأشار حاييم غولديتش في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، إلى أن “استمرار هجمات الطعن في القدس، وإطلاق الصواريخ من غزة، والمطاردة المتواصلة لاثنين من الأسرى المحررين من سجن جلبوع، زاد من مخاوف الإسرائيليين من ارتفاع درجة حرارة القطاعات الأخرى، ويبدو الآن أن هذا التخوف تحقق بالفعل، مع هجومين إضافيين، وتصعيد تدريجي في غزة”.
وأوضح أن “الشرطة وحرس الحدود وقوات الجيش تستعد جميعها بزيادة أعداد أفرادها، إذ يعمل ما يقرب من 2000 من الجنود والضباط في القدس المحتلة وحدها خلال يوم الغفران، وتتجهز الشرطة للصلاة الجماعية المتوقعة اليوم، وعشية يوم الغفران في ساحة حائط البراق، وسيتم نشر المئات من قوات الأمن في جميع أنحاء المدينة، مع التركيز على الأماكن المزدحمة”.
قائد شرطة كيان الاحتلال في القدس المحتلة دورون تورغمان قال إن “الأحداث الأخيرة تظهر أن الاحتلال بالفعل في حالة تصعيد، ولذلك فقد لجأنا إلى نشر المزيد من القوات الأمنية، بجانب اليقظة العملياتية، باعتبارها مفتاحا أساسيا لتحييد أي تهديد أمني، كما رأينا مرتين في القدس في الأيام الأخيرة”.
إيلي فولك رئيس وحدات الإنقاذ قال إن “التوتر الأمني المتزايد يشعر به أفراد الأمن، مع العلم أني أعمل في هذا المجال منذ 25 عاما، وشاركت في أحداث جميع الهجمات الخطيرة في الانتفاضة الثانية عندما انفجرت حافلات في المقاهي ومطعم سبارو، صحيح أنه من المستحيل مقارنة تلك الفترات وأنواع الهجمات حينها مع ما نشهده اليوم من تصعيد تدريجي، لكننا اليوم نطارد كل حدث في مكان ما، وكل بضع ساعات نكون في ساحة مختلفة”.
وأضاف أن “هذه الأجواء اليوم تعيد إلينا التوتر والاستعداد وروتين مكافحة الهجمات، ونعمل على زيادة دوريات سيارات الإسعاف المتنقلة المنتشرة في جميع الأنحاء، مع التركيز على القدس، خاصة في البلدة القديمة، ونتعامل مع الوضع بحساسية وبطريقة غير عادية، ومن الواضح أنه منذ اندلاع حرب غزة الأخيرة فإنها لم تنته إلى اليوم، وما قامت به الدولة أنها أزاحت المشكلة الأمنية فقط، لكنها لم تتعامل معها من جذورها”.
وقال: “إننا نعيش هنا، وليس في أي مكان آخر، لأن حماس تريد تدميرنا حتى هنا، تجولت قبل أيام في أحد أحياء القدس، وسمعت الكثير من الترانيم الفلسطينية، وإعلان الكثيرين لأنفسهم بأنهم “جنود محمد ضيف”، وبذلك فإننا نشعر بأن وتيرة الأحداث ارتفعت إلى نقطة الغليان في الأيام الأخيرة”.