ناسا تقدم تحديثا عن “قاتل المدن”: فرص اصطدام الكويكب بالأرض أصبحت ضئيلة للغاية

قدمت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” تحديثا مهما بشأن الكويكب 2024 YR4، الملقب بـ”قاتل المدن”، والذي يعتقد أنه يشكل تهديدا محتملا للأرض. 

وبعد أشهر من الترقب، كشفت الوكالة أن فرص اصطدام الكويكب بالأرض في عام 2032 أصبحت ضئيلة للغاية.

ووفقا لنظام مراقبة الاصطدامات Sentry التابع لناسا، فإن احتمالية اصطدام الكويكب بالأرض في 22 ديسمبر 2032، انخفضت إلى 1 من بين 26 ألف احتمال. وهذا يعني أن هناك احتمالا بنسبة 99.9961% أن يمر الكويكب بسلام دون أن يتسبب بأي أضرار.

وجاء هذا التحديث ليطمئن منظمات الدفاع الكوكبي حول العالم، التي كانت تستعد لاتخاذ قرارات بشأن ما إذا كان الكويكب يشكل خطرا كبيرا يتطلب اتخاذ إجراءات لتحويل مساره.

وكان الكويكب 2024 YR4 قد أثار القلق في الأسابيع الماضية، حيث وصلت احتمالية اصطدامه بالأرض إلى ذروة بلغت 1 من بين 32 احتمالا، أي ما يعادل 3.1%.

وقد حصل الكويكب على تصنيف نادر على مقياس “تورينو” للخطر، حيث سجل درجة 3، ما جعله واحدا من أكثر الكويكبات خطورة التي تم اكتشافها على الإطلاق.

ولكن مع التحديث الأخير، انخفض تصنيف الكويكب على مقياس “تورينو” إلى الصفر، ما يعني أنه لم يعد يعتبر خطرا على الأرض.

واكتشف الكويكب في ديسمبر الماضي، وسرعان ما تصدر قائمة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية للأجسام الفضائية الخطرة. وأظهرت الحسابات الأولية أن هناك احتمالا ضئيلا لمروره بالقرب من الأرض في العقد المقبل.

وبحلول 27 يناير 2024، أصبح الكويكب 2024 YR4 الجسم الوحيد الكبير الذي تزيد احتمالية اصطدامه بالأرض عن 1%. واستمرت هذه الاحتمالية في الارتفاع حتى وصلت إلى ذروتها الأسبوع الماضي.

ويقدر قطر الكويكب بنحو 54 مترا، ولو اصطدم بالأرض، كان من الممكن أن يتسبب في انفجار يعادل قوة 8 ملايين طن من مادة “تي إن تي” (TNT)، أي أكثر من 500 مرة قوة القنبلة الذرية التي أُلقيت على هيروشيما.

ومع تزايد الملاحظات الفلكية، انخفضت احتمالية الاصطدام بشكل كبير. فبحلول 21 فبراير، انخفضت الاحتمالية إلى 1 من بين 360، أي 0.28%. ومع استمرار الرصد، انخفضت الاحتمالية أكثر لتصل إلى 0.0039% فقط.

وقال البروفيسور ريتشارد بينزل، عالم الكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومبتكر مقياس “تورينو”، إن انخفاض تصنيف الكويكب إلى الصفر يعني أن خطر اصطدامه بالأرض أصبح أقل من عتبة 1 من بين 1000 احتمال، وهو ما يعد “إشارة واضحة بعدم وجود خطر”.

وأضاف بينزل أن الانخفاض السريع في احتمالية الاصطدام هو “النتيجة المتوقعة” لكويكبات مثل 2024 YR4. فعندما يتم رصد الكويكبات لأول مرة، يكون هناك هامش خطأ كبير في حساب مسارها، ومع تزايد الملاحظات، يتقلص هذا الهامش، وتنخفض احتمالية الاصطدام بشكل سريع.

ويدور الكويكب 2024 YR4 حول الشمس في مدار إهليلجي، ويقع حاليا على بعد نحو 30 مليون ميل من الأرض. ومن المتوقع أن يقترب من الأرض في ديسمبر 2032، ولكن مع انخفاض احتمالية الاصطدام إلى مستويات ضئيلة، لم يعد الكويكب يشكل تهديدا.

وأشار البروفيسور بينزل إلى أن اكتشاف أجسام مشابهة لـ2024 YR4 سيصبح أكثر شيوعا في المستقبل، ليس لأن الأرض في خطر أكبر، ولكن لأن التلسكوبات الجديدة ستكون أكثر قدرة على رصد الأجسام القريبة من الأرض.

شاهد أيضاً

لمرضى السكري.. خبيرة تغذية تكشف عن 4 فوائد للخس

يسعى العديد من مرضى السكري لاختيار الأطعمة والخضروات التي تساهم في تنظيم مستويات السكر في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *