في مشهد مهيب يعكس قوة التلاحم الشعبي والوحدة الوطنية، شهدت العاصمة بيروت، تحديداً في المدينة الرياضية ومحيطها، مسيرة تشييع مهيبة وداعاً لأمينَي عامّ حزب الله، الشهيد القائد التاريخي، السيد حسن نصر الله، والشهيد السيد هاشم صفي الدين.
الحشود الغفيرة، ملأت الشوارع والطرقات، لتودّع هذه القامات السياسية والدينية التي سطّرت تاريخاً من النضال والتضحية. تجمّع الناس على مختلف مشاربهم، جنسياتهم، طوائفهم وتوجّهاتهم السياسية ليعبّروا عن تضامنهم ووفائهم، مردّدين شعارات تخلّد الذاكرة وتحيي الإرث الذي تركه الراحلين في مسيرة المقاومة.
رغم الحزن العميق على فقدانهم، الذي يظهر على وجوه الناس المشاركة، إلا أنّ دموعهم ممتزجة بمشاعر الفخر والاعتزاز، لأنّهم على يقين بأنّ إرث الشهيدين الكبيرين سيظلّ حيّاً في قلوب الأجيال القادمة.
هذا التشييع لم يكن مجرّد وداع جسدي، بل كان تكريماً لعزيمة لا تلين، ولإرثٍ لا يمحى، بل يتناقل لينبض في قلوب الأجيال، مشعّاً في دروب المقاومة والعزّة، أمّا الحشود، فكانت تقول بصغارها ونسائها وشبّانها وكبارها: “إنّا على العهد”.