خال الطبري ||
الفكر هو الذي يصنع الخير او الشر ، وهو الذي يدفع بالعقول إلى التفكير اما بصناعة حدث شريف او بتفجير واقع فاسد ومهين !
الثورات الخيرة يصنعها اصحاب الفكر السليم و الحر وليس العبيد ، صاحب العقل النير يبدع الخير اما العقل المريض فعجزه عن تقديم ما يصلح للمجتمع و الإنسانية يدفعه للتخبط و الهستيريا و فعل الشر!
الثورات الإنسانية تصنع رجالا يقودون الامة نحو التحرر و الخلاص من المستكبرين و تقدم قافلة من الشهداء رجالا و نساءا و أطفالا و قادة كباردماءهم ترعب الظالمين و جثامينهم تهز عروش الطغاة .
سنة الحياة ان العدل لا يستقيم إلا بالدماء و الشهداء ، استمرارية هذه الدماء في سقي شجرة الحرية و الاستقلال و الكرامة تتوقف على ان يحمل الاحرار شعلة الشهداء و يرفعونها عاليا في وجه الطغاة ،والتاريخ يذكرنا بثورات قادها المصلحون و رفع راية استمراريتها من هم ينتظرون الشهادة وهم يحملون الشهداء!
عندما يسقط ” شهيد ” يأتي رفاقه لحمل نعشه الطاهر على الاكتاف و السير به في الطرقات و المدن ، هذا المشهد لن يقبل به الطغاة و لا الفجرة فيقتلون و يسفكون دماءا جديدة و يسقط شهداء جدد فتحملها الاكتاف و تتجدد شعلة التحدي فيرتقي شهداء آخرون، شهيد تلو شهيد حتى يسقط الطغاة !
الثورات الشريفة النقية التي يصنعها الاحرار و ليست”الثورات”التي يتبناها الطغاة و الاستعمار و الاحتلال انتصرت بفعل حمل راية الشهداء و إحياء سيرتهم ، عندما يسقط شهيد يرفع على الاكتاف و يهتف الناس بالموت للطغاة وشعار “هيهات منا الذلة “! هذا المشهد يرعب الفجار و العبيد و الظالمين!
فلسفة تشييع الشهداء تكمن فانها ترعب الطغاة و تخيف الاعداء و تغيظ الحآسدين و الخاسرين في الحياة ، من هنا نعلم لماذا يسعون لمنع تشييعهم او فرض حصار على مشيعيهم و التضييق بكل السبل و الدعايات لتشويه صورة الشهيد و الشهداء ، لان الشهيد في حياته ثورة و في مماته استمرارية لنهجه!
لذلك ورد في كتاب الله العزيز القران الكريم ما يمجد و يرفع من مقام الشهداء و يعتبرهم احياء عند ربهم يرزقون ، و يقول رب الشهداء ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا”!
فهم احياء بفكرهم و نهجهم الثوري و مسيرتهم الجهادية .
فلا عجب اذاً ان يرتعب العدوا و الطاغية و كل فكر سقيم من الشهيد في حياته و يشتد هذا الارتعاب في مماته لانه يفجر بشهادته ثورة جديدة و انتصار جديد و ملحمة تصنع الحرية و الكرامة و العزة و تعيد للامة روح التحدي و الانتقام و السير نحو النصر المبين !
و اخيراً لا نقول إلا ما قال الله في كتابه الكريم”قل موتوا بغيظكم!