الإنتفاضة الشعبانية..صوتُ الأمة..!

علي جاسب الموسوي ||

 

لم تكن الانتفاضة الشعبانية مجرد غضبة عابرة .. بل كانت صرخة أمة ترفض الذل،

وتقاوم الطغيان، وتستلهم روح كربلاء في زمنٍٍ حاول الطغاة طمس هوية الشعب وسلب إرادته ..

 

في آذار 1991 المصادف لشهر شعبان المبارك وبعد أن أنهك الاستبدادُ العراقَ بالحروب والحصار، انطلق الأحرارُ من الجنوب المظلوم، من مآذن نجف أمير المؤمنين، وكربلاء الحسين الشهيد “عليهما السلام”، من بيوت الفقراء، من الأزقة الضيقة حيث تسكن الكرامة، ليعيدوا للتاريخ صوته، وليؤكدوا أن ظلم البعث لا يُطاق، وإن دماء الحسين “عليه السلام”،  لاتزال تجري في عروق الثائرين.

 

﴿ وَلا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ ﴾..

ورغم التآمر الدولي والتخاذل الإقليمي، لم تكن الانتفاضة معزولة، بل كانت امتداداً لثورات الأنبياء ..

 

وصيحةً في وجه الاستكبار ..

فحاصرها الطغاة بالنار والحديد ..

وقتلوا الآلاف ..

ودفنوهم أحياءً ..

لكنهم لم يدفنوا قضيتهم معهم…

 

ولم يطفئوا الجذوة التي بقيت متّقدة في قلوب المقاومين حتى سقوط الصنم ..

وكأن لسان حالهم يردد قول أمير المؤمنين “عليه السلام”؛

 

(وَاللهِ لَوْ وُلِّيتُ الْأَعاجِمَ لَسِرْتُ بِهِمْ سَيْرَ هَذِهِ السِّيرَةِ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ، وَاللهِ لَأَنْصِفَنَّ الْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمِهِ، وَأَقُودَنَّ الظَّالِمَ بِخِزَامَتِهِ حَتَّى أُورِدَهُ مَنْهَلَ الْحَقِّ وَهُوَ كَارِهٌ)..

 

إنها انتفاضة العقيدة .. انتفاضة المستضعفين، الذين كتبوا بدمائهم رسالة لا تزال تتردد في كل معركة تخوضها الأمة ضد الاستبداد ..

 

فما الانتفاضة إلا مصداقاً لقوله تعالى: ﴿ وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ ﴾

 

واليوم ..

بعد عقود .. وبعد نهاية الطاغوت حسين كامل التي كانت كنهاية الطاغوت الأكبر المتوكل العباسي “عليهم اللعنة”..

 

هنا يُطرح السؤال: هل انتهت الانتفاضة .. ام إنها مستمرة حيثما وُجد الظلم .. وحيثما ارتفع صوت المطالبين بالحق؟

 

 

شاهد أيضاً

بعد قرعة الأبطال.. مدير من برشلونة يشيد بريال مدريد

أشاد ديكو، المدير الرياضي لنادي برشلونة، بقدرات الغريم ريال مدريد عقب سحب قرعة دور الـ16 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *