وقد اكتسبت الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات شعبية كبيرة على مدار العقد الماضي، حيث أشيد بفاعليتها في إدارة مرض السكري من النوع 2 والسمنة، لكن المنتقدين زعموا منذ فترة طويلة أن تقليل الكربوهيدرات يعني فقدان العناصر الغذائية الأساسية.
والآن، تقلب دراسة حديثة هذه النظرية، حيث تُظهر أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات المخطط لها جيدًا، يمكن أن تكون كاملة من الناحية الغذائية ومستدامة.
وصمم باحثو الدراسة التي نُشرت في Frontiers in Nutrition ثلاث خطط مختلفة للوجبات مدتها 7 أيام، كل منها تمثل مستوى مختلفًا من تقييد الكربوهيدرات:
VLCD20 (نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات للغاية، 20 غرامًا من الكربوهيدرات الصافية يوميًا)، مصمم لأولئك الذين يهدفون إلى الدخول في الحالة الكيتونية، وهي حالة أيضية يحرق فيها الجسم الدهون بدلًا من الكربوهيدرات.
VLCD40 (نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات بشكل معتدل، 40 غرامًا يوميًّا)، يوفر المزيد من المرونة مع الحفاظ على العديد من الفوائد الكيتونية.
LCD100 (نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، 100 غرام يوميًّا)، نهج أكثر استدامة يناسب الحياة اليومية.
وقد حللت الدراسة مدى نجاح هذه الخطط في تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية، وكانت النتائج مفاجئة.
تفنيد نظرية نقص المغذيات
ومن الانتقادات الشائعة للأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات أنها قد تفتقر إلى الفيتامينات والمعادن المهمة.
ومع ذلك، وجدت الدراسة أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات الثلاثة تجاوزت التوصيات فيما يتعلق بالعناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك الفيتامينات A وC وD وE وK ومجموعة فيتامينات B، بالإضافة إلى المعادن الأساسية مثل الكالسيوم والزنك والمغنيسيوم.
وتقول الدكتورة بيث برادلي، المؤلفة المشاركة في الدراسة من جامعة فيرمونت: “تشير نتائجنا إلى أن أنماط الأكل منخفضة الكربوهيدرات، بالإضافة إلى دورها المعروف في إدارة الوزن، يمكن أن تعمل في الواقع على تحسين جودة النظام الغذائي والمساعدة في سد فجوات العناصر الغذائية”.
الألياف والكربوهيدرات المنخفضة
هناك اعتقاد خاطئ آخر وهو أن تقليل الكربوهيدرات يعني التضحية بالألياف، وهي ضرورية للهضم وصحة الأمعاء، لكن الدراسة كشفت أن تناول الألياف ظل قويًّا، وخاصة في خطط الكربوهيدرات المنخفضة المعتدلة والمتحررة.
وأوضح الدكتور برادلي، “إن فكرة أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يجب أن يكون منخفض الألياف أيضًا لا تدعمها البيانات، يمكن تضمين الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات غير النشوية والمكسرات والبذور وحتى بعض الفواكه مع الحفاظ على الكربوهيدرات الصافية تحت السيطرة”.
دور الدهون في النظام الغذائي
وبما أن الأنظمة الغذائية منخفضة الكربوهيدرات تحل محل الكربوهيدرات بالدهون، فإن المخاوف بشأن تناول الدهون شائعة.
ومع ذلك، وجدت الدراسة أن خطط الوجبات هذه تعزز توازن الدهون الصحي مقارنة بالنظام الغذائي الأمريكي النموذجي.
وتحسنت نسبة الدهون من أوميغا 6 إلى أوميغا 3 بشكل كبير، حيث تحولت من النسبة المعتادة 8:1 إلى نسبة أكثر صحة 1.5:1 إلى 2.6:1.