فهمي اليوسفي ||
بالنظر لما ورد على لسان ترامب مطالبته مصر والاردن بإستقبال الفلسطنيين من قطاع غزة تحت ذريعة التمهيد لإعادة الاعمار هذا على حد تعبيره .
المطالبة الترامبية تعد بالغة الخطورة اولا على حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية وحاضر ومستقبل ( الاردن . مصر . لبنان .سوريا ) بإعتبارها تمثل تهجير للشعب الفلسطيني وتوطين الاسرائيلي في قطاع غزة ولضمان إستكمال القضاء على المقاومة الفلسطينية في نفس القطاع عبر هذه المشاريع الخداعية خصوصا بعد ان وصل الناتو لقناعة ذاتية إخفاق اسرائيل في تحقيق بنك اهدافها عبر المكنة العسكرية من ٧ اكتوبر وحتى اليوم وبحكم الموقف الشجاع لصنعاء بمساندتها لغزة الامر الذي ساهم بتغيير المعادلة .
السؤال الذي يطرح ذاته..لماذا سارع ترامب بهذه المطالبة ؟؟
تمهيدا للإجابة . سنجد ان ترامب وبقية الناتو الغربي والرجعية العربية + إسرائيل شعر هذا الكوكتيل بالفشل في تحقيق بنك الاهداف من خلال حرب الابادة الشاملة التي شنتها إسرائيل ضد القطاع وبمشاركة أنجلوإمريكية لم يحقق بنك الاهداف المدرجة بصفقة القرن من ٧ اكتوبر وحتى اليوم وهنا كمدخل للإجابة يتطلب الامر العودة قليلا لارشيف تلك الصفقة أي منذ أن تم الشروع بنسجها قبل عقود بدأ عملية الاعداد نتنياهو لتلك الجدوى عام ٩٤م بعد إنتهاء الحرب الباردة واصبح القطب الغربي هو المهيمن .
مما جعل تلك الجدوى قيد الاعداد الى حين صعد ترامب لعرش البيت الابيض خلال المرحلة السابقة بعد أن ظلت في الادراج السرية حتى تسلمها ترامب من نتنياهو والذي بدوره سخر فريق لإعادة بلورتها وإنتاجها بإسمه عبر كبير مستشاريه كوشنار الذي أتخذ من المنامة مقرا لبرنامج الاعداد في البحرين وبمشاركة الامارات والسعودية والمغرب .
ثم تم الانتقال لبرنامج الترويج لها في العام ٢٠١٧م لتكون المشروع البديل عن وعد بلفور.
لكن ظل الشق السياسي لتلك الصفقة طي السرية حتى اليوم . من ثم بدأت تتسرب بعض المعلومات انها تحمل في طياتها العديد من الاهداف ومنها ضمان إغلاق ملف القضية الفلسطينية برمته وتمكين اسرائيل الشروع في المطامع التوسعية للكيان الصهيوني خارج اي الجغرافية الفلسطينية .
فاصبح ضمن المخرجات الاولية إشهار مشروع التطبيع بدأت الامارات ثم المغرب .ونقل السفارة الامريكية للقدس والاعلام عن التهويد ايضا للقدس .
هنا يتجلى الدور السعودي و الاماراتي والبحرين في هندسة تلك الصفقة مع الحرص بعدم إبراز الجانب السياسي حتى اليوم .
كجزء من التعتيم على شعوب المنطقة من تناول كافة التفاصيل السرية على إعتبار ان الشيطان يكمن بالتفاصيل ولضمان اغلاق ملف القضية الفلسطينية الى دون رجعة والانطلاق نحو المطامع التوسعية الاسرائيلية اي خارج الساحة الفلسطينية .
لو توقفنا امام موافقة اسرائيل بإيقاف حربها على قطاع غزة والشروع في تبادل الاسرى عبر الهيئات الدولية سنجد ان ترامب قد وصل لقناعة ذاتية ان نقل مشروع الصفقة لم يتحقق بالمكنة العسكرية ومن ضمن الاسباب الموقف الصلب والشجاع لصنعاء وبالتالي تلك القناعة جعلته يشعر بقرارات ذاته أن الخطة أ .
قد فشلت من الجانب العسكري والاستمرار فيها غير مجدي بل تبعاته غير مجدية ويتطلب إستخدام الخطة ب وهي خداعية هدفها تحقيق بنك الاهداف لاسرائيل عبر خطط خداعية . .
ولهذا سارع بتصنيف تيار انصار الله ارهابية بغرض تطمين حليفته السعودية والامارات مقابل دفع العربون من الرياض وهي ٦٠٠ مليار دولار والجزء الاخر لخطته الخداعية تقاس بمطالبته مصر والاردن إستقبال الفلسطيني من قطاع غزة تحت ذريعة التمهيد لإعادة الاعمار .
بإعتبار ذلك يضمن نقل مشروع الصفقة لحيز التنفيذ وضمان تهجير الفلسطنيين خارج فلسطين بما يمكن إسرائيل ضمان ضم قطاع غزة وبحيث يكون ذلك عاملا للتخلص من الشعب الفلسطيني وإعادة تكرار بروفة الصراع الفلسطيني الاردني اواخر الستينات ومطلع السبعينات بحيث تصب نحو توسعة مطامع اسرائيل مستقبلا في الاردن ولبنان ومصر . وهاهي مشاريع تلك الصفقة بدأت تصب لصالح اسرائيل في سوريا كما هو جاري اليوم وكذا لبنان .
على هذا الاساس ما نتمناه من اجل إفشال مشروع تلك الصفقة ان ترفض الاردن ومصر مطالبة ترامب . كي لا تصبح الموافقة جزء من الجريمة ومن منطلق الحفاظ على إستقرار تلك الدول وهو المراد والامل .