قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة
وصف مدير الصحة في قطاع غزة، منير البرش، الأوضاع في القطاع بعد سريان وقف إطلاق النار بأنها “مروعة” و”مخيفة” و”لا يمكن تصورها”.
وأضاف البرش، امس الثلاثاء، أن النازحين فوجئوا بمشهد مروع عندما عادوا إلى مناطقهم، إذ لم يجدوا منازلهم بعدما تحولت إلى ركام، وحتى الطرقات لم تعد موجودة، وتداخلت البنايات في بعضها.
وأوضح أنه ذهب إلى شمال القطاع، لتجميع جثث الشهداء الملقاة على الطرقات، مشيرا إلى أن عددهم يفوق المئة.
ووصف البرش حالة جثامين الشهداء بأنها “بقايا” وليست جثثا كاملة. وروى كيف أوقفهم أحد المواطنين وأعطاهم جمجمة هي كل ما تبقى من جثة شهيد.
وأشار البرش إلى أن المواطنين كانوا يبحثون عن ذويهم تحت أنقاض منازلهم، لكنهم وجدوهم قطعا صغيرة.
وبشأن ما يقال عن وجود نحو 10 آلاف شهيد تحت الأنقاض، أكد البرش أن العدد أكبر من ذلك، إذ لم يتم بعد فتح الشوارع وإزالة الركام، وهي عملية ستستغرق وقتا، وذلك قبل البدء في إزالة الأنقاض وانتشال جثامين الشهداء من تحتها.
وكشف البرش أن قوات الاحتلال أحرقت مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، ولم يتبق منه إلا مكان صغير. كما عثروا على جثث 5 شهداء داخل المستشفى الإندونيسي.
ورغم أن المسافة بينهم وبين مستشفى العودة لا تتجاوز 10 دقائق، إلا أن البرش أكد أنهم استغرقوا ساعة كاملة للوصول إليها.
وقال البرش إنه تفاجأ بالحالة المريعة لأفراد الطواقم الطبية في شمال غزة، إذ لم يستطع التعرف عليهم بسبب الحصار والمجاعة، وعندما سألهم عن هويتهم، أجابوا: “نحن أصحاب الكهف”.
وبدأ كثير من الفلسطينيين الذين أنهكتهم الحرب في قطاع غزة بالعودة إلى أطلال منازلهم مشيًا أو على متن عربات بسيطة، وذلك في اليوم الثالث لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وقد صدمهم مشهد الدمار الكامل، والشهداء الذين تحت الركام ولم يُدفنوا.
وذكرت السلطات الصحية في غزة أن أكثر من 47 ألف شخص استشهدوا في العدوان، وأنه من المحتمل وجود رفات آلاف آخرين تحت الأنقاض.
وقال الدفاع المدني في القطاع، الثلاثاء، إن رجال الإنقاذ يواصلون البحث عن جثث مدفونة تحت أنقاض المنازل أو على جوانب الطرق، وقد عثروا على 150 جثة على الأقل منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
وصباح الأحد، دخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يومًا، يجري خلالها التفاوض على مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
