علي جاسب الموسوي ||
( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُوا فِي ٱلْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ٱلْوَٰرِثِينَ) صدق الله العلي العظيم
لم يكن اتفاق وقف إطلاق النار ليولد لولا الدماء التي روت الأرض .. فصعدت الأرواح إلى السماء ورسمت للأمة طريق النصر .. كيف يذكر هذا الإنجاز دون أن يذكر سيد شهـ.ـ.ـداء المقـ..ـاومة السيد حسـ.ـ.ـن نصـ.ـر الله، وهاشم صفي الدين، ويـ.ـ.ـحيى السنوار، وصالح العاروري، وإسمـ.ـ.ـاعيل هنية وغيرهم من القادة العظام الذين أرسوا بدمائهم معادلات العزة والكرامة؟ كيف يُنسى الشهداء الذين جعلوا من أجسادهم جسورًا تعبر عليها الأمة نحو التحرير؟
لقد أثبتت معركة طوفان الأقصى أن الاحتلال الصهيوني ليس إلا كيانًا عاجزًا .. فشل في تحقيق أهدافه رغم كل جرائمه .. فانهارت أحلامه في استعادة أسراه أو القضاء على المقاومة أو تهجير أهل غزة .. إن هذا النصر لم يأت إلا بفضل صمود الشعب ومقاومته .. ومدد الجمهورية الإسلامية في إيران .. وحـ.ـ..ـزب الله في لبنان، والمقـ.ـ.ـاومة العراقية واليمنـ.ـ.ـية، وملايين الأحرار الذين وقفوا في وجه آلة القتل التي لا تعرف حقوق الإنسان.
وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام ( الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين) فقد عاش هؤلاء الشهداء أحرارًا وماتوا قادةً ..وها نحن اليوم نقطف ثمرة صمودهم .. متعهدين بأن هذا النصر ليس نهاية الطريق .. بل بدايةً حتمية نحو القد ..، حيث لن يُرفع إلا لواء الحق .. ولن يُؤذّن إلا لصلاة المنتصرين في المسجد الأقصى.