د. عبد الله علي هاشم الذارحي ||
ليست الكَرَة الأولى التي يلقي المتحدث الرسمي بإسم القوات المسلحة اليمنية
بيانه من وسط الحشود المليونية بميدان السبعين، فقد ظهر على القنوات عدة كَرَات وهو يلقي عدة بيانات من منصة السبعين أثناء الحشود المليونية المناصرة والمساندة لأهلنا في غزة العزة..
غير أن مايميز ظهوره عصر اليوم الجُمعة أنه ظهر اثناء الغارات الأمريكية البريطانية الإسرائيلية وهو يلقي بيان مباشر من ميدان السبعين في العاصمة صنعاء التي كانت الغارات تضرب محيطه..
لقد ظهر العميد سريع اليوم بثقة نادرة و رباطة جأش كبيرة وهو يتلو بيانه العسكري بنبرته الشهيرة ،على قنوات التلفزة ، كان حدثا لافتا ومفاجئا للكثير بالنظر الى دلالة توقيت الظهور ومضامين بيانه التي تضمن الإعلان عن هجمات على حاملة الطائرات الامريكية ” ترومان ” اجبارها على الفرار وكذا استهدف مواقع حساسة اسرائيلية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة..
وفيما كان الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن موجات من الهجمات الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية على اليمن ، كان سريع يرد سريعا على تلك الهجمات ومن على مقربة من مواقع بعض الغارات ، ليمثل توقيت ومكان الرد رسالة تحد كبيرة بمغازي ودلالات متعددة منها:-
نسف التضليل الإعلامي الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني الذي يحاول تضخيم وتهويل تلك الغارات ونتائجها , وكذا التأكيد على فشل هذه الغارات التي جرى التخطيط لها طويلا..
بالإضافة الى ان هذه الظهور ارسل رسالة مفادها ان القيادات في صنعاء لا تأبه بأي تهديد وماضية في مساندة الشعب الفلسطيني ولا ترهبهم الغارات والمواجهات العسكرية..
ولاشك ان بيان العميد سريع خلال الغارات اجهض المحاولات الإسرائيلية والأمريكية للبحث عن انتصار يعيد بعضا من هيبتهم التي بعثرتها هجمات قوات صنعاء وهي تستهدف ” حاملات الطائرات الامريكية ” رمز الهيبة الامريكية وتكسر صورتها التي ظلت ترسمها طول العقود الماضية ، وكذا استمرار الهجمات على عمق الكيان الإسرائيلي..
كما قدم هذا الظهور كيفية تعامل القادة العسكريين والمدنيين مع الغارات والتهديدات والاخطار ، حيث مضى سريع نحو تقديم بيانه كما ثبت المتظاهرين في ميدان السبعين وواصلوا فعاليات مسيرتهم المؤيدة لغزة ..
في المقابل عندما يصل صاروخ يمني الى وسط الكيان يهرع أكثر من 2 مليون مستوطن الى الملاجئ .. ليؤكد ان المواجهة مع اليمنيين صعبة ومعقدة وان الخطط و الحسابات تتلاشى أمامهم ..