دخلت الحرب الصهيونية على قطاع غزة، الثلاثاء، يومها الـ459، مع ارتقاء عشرات الشهداء في غارات صهيونية متفرقة على قطاع غزة، وسط تحذير أممي من أن الجهود الإنسانية لإنقاذ الأرواح في غزة وصلت إلى نقطة الانهيار.
وأفاد الدفاع المدني بانتشال جثامين 4 شهداء وعدد من الجرحى إثر قصف منزل لعائلة سحويل في منطقة شارع حميد غربي مدينة غزة.
وأكدت مصادر محلية ارتقاء شهداء في قصف على منزل لعائلة العبيد قرب أبراج عين جالوت جنوب النصيرات، وخيمة لعائلة إسماعيل في محيط مدخل المغازي.
وأضافت، أن ثلاثة شهداء ارتقوا في قصف استهدف مدنيين في جباليا شمال القطاع.
يأتي ذلك مع استمرار القتال بين المقاومة وقوات الاحتلال في محاور التوغل، حيث أعلن جيش الاحتلال صباح اليوم مقتل قائد في السرية 932 التابعة للواء “ناحال”، وهو الثالث الذي يُعلن عنه منذ مساء أمس في معارك شمال القطاع.
وأعلنت كتائب القسام أن مقاتليها استهدفوا دبابتين شرق مفترق الصفطاوي غرب معسكر جباليا بعبوة شديدة الانفجار، وعبوة “شواظ”. بينما أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين أنها قصفت مقر تحكم وسيطرة للعدو الصهيوني في جحر الديك بقذائف هاون من عيار 60 ملم نظامي. كما أعلنت سرايا القدس أنها قصفت مدينة “سديروت” انطلاقًا من منطقة تبعد مسافة قليلة عن جنود الاحتلال.
وفي الدوحة، تتواصل المفاوضات حول وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، حيث أفادت تقارير بحدوث تقدم في بعض الملفات ولكن دون تسجيل اختراق حقيقي، مشيرة إلى تأجيل سفر رئيس “الموساد” ديفيد برنياع إلى الدوحة التي كانت مقررة يوم أمس، إلى حين حدوث اختراق.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن أبرز الملفات العالقة هي مسألة إدراج “إسرائيل” أسماء جنود مصابين أعمارهم تحت 50 عامًا إلى القائمة التي سيتم الإفراج عنها في المرحلة الأولى، والثَّمن الذي تطالب به حماس للقبول بهذا الطلب، وهو الإفراج عن 50 أسيرًا من ذوي المحكوميات العالية مقابل كل أسير من الجنود.
وتضاربت الأنباء حول ملف عودة النازحين إلى منازلهم في شمال القطاع، إذ قالت القناة الـ12 إن هناك تفاهمات حول عودة الشبان والنساء وكبار السن تحت إشراف جهة دولية ستتولى تفتيشهم في محور نتساريم، في حين قالت القناة الـ13 إن هذا الملف لم يتم حسمه، لأن حماس تُصرُّ على حرية العودة، بينما تُصرُّ “إسرائيل” على آلية تفتيش للعائدين.
وفي السياق، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، إن الجهود الإنسانية التي تقوم بها الأمم المتحدة في غزة لإنقاذ الأرواح “تواجه عقبات متزايدة ووصلت إلى نقطة الانهيار”.
وأشار إلى نهب 6 صهاريج وقود دخلت من معبر كرم أبو سالم، “ولم يتبقَّ لنا سوى القليل من الوقود لعمليات الإغاثة”.
وتحدث توم فليتشر عن إطلاق جنود الاحتلال أكثر من 16 رصاصة على قافلة أممية عند محور نتساريم، وتنفيذ قوات الاحتلال غارة على مركبة كانت تحمي جزءًا من قافلة مساعدات أممية ليلة الجمعة، وقد أسفرت هذه الغارة عن ارتقاء شهداء من عناصر تأمين المساعدات.
وأضاف فليتشر، أن القوات الإسرائيلية “غير قادرة أو غير راغبة في ضمان سلامة قوافلنا في قطاع غزة”.
وتابع: “بعثة الأمم المتحدة في جباليا واجهت جنودا إسرائيليين هددوا مرضى في حالة حرجة واعتقلوا 4 منهم”.
ودعا فليتشر، الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الإصرار على حماية جميع المدنيين وجميع العمليات الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة تحملوا أكثر من 14 شهرًا من النزوح والصدمات وتدمير المدارس والمستشفيات والبنية التحتية المدنية والمجاعة.