صمد المحور ولم ينكسر..!

بهاء الخزعلي ||

بعد أحداث طوفان الأقصى ورد الفعل العنيف من الكيان الصهيوني والغرب المتوحش، خصوصاً بتدمير غزة وأغتيال بعض القادة من حماس، أو بعملية البيجر وتصفية بعض قيادات حزب الله وعلى رأسهم الشهيد الأقدس سماحة السيد حسن نصر الله قدس سره، أو بسقوط سوريا ونظام بشار بيد العصابات الإرهابية مع عدم التدخل الإيراني أو العراقي من قبل فصائل المقاومة، كل هذا أعتبره البعض إنكسار لمحور المقاومة، ومع الأسف كما يقول المثل البريطاني (الأعور ملك في مملكة العميان)، فروج الكثير لذلك الإنكسار المزعوم حتى من بعض حواضن المقاومة، لكن الحقيقة غير ذلك لكن ضعف الإعلام للمحور وقوة الإعلام الغربي جعل أبصار البعض لا تتلقف المشهد الحقيقي بل المشهد المزيف، ولذلك من واجبنا إيضاح صمود المحور ونصره بشكل منفرد جبهة تلو الآخرى…

1-حركة حماس: منذ عام ١٩٤٨ وفلسطين تعاني الأحتلال والقتل والتدمير والتهجير وبعد أن يأس أبناء الأرض من أخوتهم العرب الذين لم يمدوهم بيد العون أبداً وكل الحروب العربية الصهيونية كانت عبارة عن حروب متفق عليها ونتائجها محسومة قبل البدء، لكن بسبب وعي بعض أبناء فلسطين وتوجههم صوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبفضل الله سبحانه وتعالى وجهود الحاج قاسم سليماني رضوان الله عليه تحولة حركة حماس وحركة الجهاد من مقاومة بالحجارة إلى مقاومة بالصواريخ، ولم يكن أحد يتوقع ما حصل طوفان الأقصى وهذه الجهوزية والإمكانيات القتالية بإجتياح مساحات واسعة من أرضهم المحتلة والحصول على معلومات هامة من أجهزة الكمبيوتر في المراكز الأمنية الصهيونية، وكذلك أسر عدد كبير من جنود الاحتلال، والحقيقة أن الكيان كاد أن ينتهي بليلة وضحاها لولا تدخل الغرب وبعض العرب العملاء لأنقاذ الكيان الصهيوني، وهنا يثبت لنا أن القبة الحديدية للكيان الصهيوني هو تخاذل الدول العربية والدعم الغربي، ورغم كل العنف الذي مورس ضد حركة حماس الا أن عملياتهم إلى اليوم قائمة وناجحة.

2-حزب الله: رغم عملية البيجر والتي نفذت عن طريق CIA وليس الموساد وذلك نستدل عليه من خلال أسلوب العملية، وكذلك أغتيال الشهيد الأقدس سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه وبعد دخول حزب الله بمواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني لم يحقق الكيان الصهيوني أي تقدم يذكر لذلك كم الخسائر الهائلة التي تعرض لها الكيان الصهيوني أجبرت أميركا وفرنسا على التدخل بحيلة دبلوماسية وهو اتفاق وقف إطلاق النار لمدة ستين يوماً، وبسبب ضغط بعض الجهات الداخلية وافق الحزب على الاتفاق للمصلحة العامة، ولكن الكيان الصهيوني استمر بخرق ذلك الاتفاق عدة مرات وحقق ما لم يحققه خلال فترة القتال.

3-العراق : بعد انطلاق العمليات العسكرية على سوريا وعدم تدخل المقاومة العراقية بشكل مباشر، سُلطت الأضواء على عدم تدخل المقاومة من البعض واعتبره تراجع وإنكسار، في حين الحقيقة لم تكن كذلك بل إن الجيش السوري لم يكن يريد القتال وهذا ما شهدناه بسقوط حلب فلماذا يذهب أبنائنا للقتال هناك، وهذا يدل على أن سردية المقاومة بالدفاع عن المراقد المقدسة ولم يكونوا يدافعون عن نظام بشار كما صوره البعض، كذلك رسالة التوسل والرجاء التي أرسلها الجولاني إلى سيادة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني راجياً منه عدم السماح للحشد وفصائل المقاومة للإنخراط بالحرب، دليل على قوة وقدرات المقاومة العراقية والحشد الشعبي المقدس، وإلتزام فصائل المقاومة العراقية بدعم قرار سيادة رئيس الوزراء هو خير دليل على أن سلاحهم هو لبناء ودعم الدولة وليس سلاح منفلت كما يصوره البعض، لذلك هذا السلاح ليس السلاح المنفلت الذي قصده سماحة السيد السيستاني دام ظله.

4-انصار الله : بعد حرب ضروس تكالبت بها بعض دول الخليج والغربية ضد انصار الله، والفقر وضعف الحالة الاقتصادية، إلا أن أنصار الله أنتقلوا بصمودهم من فصيل مقاوم إلى حكومة جمهورية اليمن الحبيب، وحين تتمكن من الصمود وأنت فصيل مقاوم بإمكانيات بسيطة، لك أن تتخيل ما هي قدراتك العسكرية وأنت حكومة لدولة، وخير برهان على ذلك نجاح أنصار الله بقطع طريق إمداد الكيان الصهيوني بحراً، وأقلقت عمق الأراضي المحتلة جواً، وحرمتهم النوم ليلاً، وأصبح لا يجرء على اليمن تحالف حارس الأزدهار المزعوم، ورغم أن هذا التحالف يضم دول أكثر من الدول المتحالفة في حرب عاصفة الحزم، لكن النتيجة واحدة اليمن ينتصر ويفرض المعادلات الجديدة على المشهد العام لمحور المقاومة، والسبب الرئيسي بنجاح صمود اليمن هو (قوتهم بنقطة ضعفهم) اي ان سوء الحالة الاقتصادية لهم والدمار الذي عم بلدهم في عاصفة الحزم كل هذه أسباب حقيقية جعلت اليمن لا يمتلك شيء يخسره، وذلك يعني أنهم دخلوا الحرب وهم على قناعة بتحقيق النصر.

5-الجمهورية الإسلامية الإيرانية : قبل إندلاع الثورة الإسلامية كان الشاه شيعياً وإيران شيعة، وكانت الدول العربية تطلب ود وعطف إيران بأعتبارها شرطي المنطقة، وكانت تحظى بعلاقات جيدة سواء مع الكيان الصهيوني أو الولايات المتحدة الأمريكية، لكن بعد أنتصار الثورة عام ١٩٧٩ وغلق سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في طهران وتسليم مبنى السفارة الصهيونية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ورفع علم فلسطين فوقها وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، بعدما نجح أنور السادات بإلقاء أول ذرات التراب على نعش القضية الفلسطينية بمعاهدة كامب ديفيد، من هنا أنتقل العرب للترويج لمشروع التوسع الشيعي الإيراني وكأن الشاه لم يكن شيعياً!!!.
وبعد التنويه لبعض الأحداث التأريخية حول الجمهورية الإسلامية الإيرانية ننتقل إلى صمود الجمهورية الإسلامية والذي أعتبرها البعض ضعفت بسبب أغتيال الشهيد إسماعيل هنية رضوان الله عليه في طهران أو حتى سقوط سوريا، فالحقيقة أن إيران بلد يمتلك مساحات واسعة ومتعدد القوميات والمذاهب وبسبب الحصار الأقتصادي قد يتم تجنيد عملاء في الداخل، وهذا الأمر جداً طبيعي وفق المعايير الإستخباراتية، بل عمليات التجنيد تطال حتى المجتمعات المغلقة مثل مجتمع الكيان الصهيوني، اما بالنسبة لسقوط سوريا، فغزة على سبيل المثال لا تمتلك حدود جغرافية مع سوريا ومحاصرة من جميع الجهات، لكن التسليح وآليات التصنيع وصلت إلى داخل غزة، لذلك لا خوف على طريق الإمداد.

أما من يريد أن يتحدث عن صمود إيران فبكل بساطة

*إيران رغم حصار لأكثر من أربعين عام الا إنها أستطاعت أن تكون رائدة في عدة مجالات إنسانية، وكذلك وصلت للأكتفاء الذاتي، وتنوع القدرات العسكرية، والقوة الصاروخية، وهي على أعتاب صناعة القنبلة النووية بالمستقبل القريب.

*صمود إيران بوجه السياسة الخارجية الأمريكية والكيان الصهيوني والغرب الذين يحاربونها لأنها المنشأ الأصل لمحور المقاومة.

*صمود إيران بوجه مؤامرات الدول العربية عليها والتي تحاربها لأسباب مذهبية.

*صمود إيران بوجه مؤامرات بعض العملاء الكرد من الذين يحاربونها لأسباب قومية.

فأي قابلية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتحمل كل هذه الأعباء وتتصدى لكل هذه المؤامرات والتحديات بثبات، وتجبر أعدائها على الاعتراف بقدراتها وقوتها كلاعب كبير دولياً وإقليمياً لا يمكن تجاوزه.

أعزائنا من حواضن المقاومة نحن نعلم مدى وجعكم وتعبكم، لكن لا تدعوا أصحاب المآرب أن يشوهوا الواقع بأعينكم وعقولكم، ولا تسمحوا لهم أن يعموا بصائركم قبل أبصاركم، الحقيقة واضحة أنتم المقاومة فلولا وجودكم لما تحقق الصمود والنصر، فصابروا فأن الله مع الصابرين، وأستبشروا فوعدكم الله سبحانه وتعالى بالبشرى حين قال بمحكم كتابه الحكيم (وبشر الصابرين).

شاهد أيضاً

السوداني: زيارتنا الى إيران تأتي في إطار تطوير العلاقات بين البلدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *