بعد 452 يوماً على الإبادة… نتنياهو يجزّ جيشه في دوامة “نصر مطلق” وأسراه أمام موت محتم

بات من المؤكد بعد 452 يوماً من بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، أن رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو لا يأبه لشيء سوى “لبقاء حكومته واستمرارها”، حسبما أعلن ما يُسمى زعيم “معسكر الدولة في إسرائيل” بيني غانتس.

إنه وهم “النصر المطلق” الذي يلهث خلفه نتنياهو ولو مات كل أسراه في القطاع، الذين وحسبما صرّح غانتس فإنه “يولي لحكمه أهمية أكثر من إعادتهم”.  صحيفة “يديعوت أحرونوت” بدورها، نقلت عن مصدر صهيوني وصفته بالمطلع، أن “الحرب لن تنتهي ما دامت “حماس” تسيطر عسكرياً ومدنياً على قطاع غزة”، حسب تعبير الصحيفة التي أكدت نقلاً عن المصادر نفسها أن “”إسرائيل” ستعود إلى القتال لاستكمال أهداف الحرب حتى لو تم التوصل إلى صفقة”،حسب قولهم.

يأتي ذلك في وقت قال فيه أهالي الأسرى الصهاينة في غزة في بيان جديد إنه “ليس لدى المختطفين المائة المتبقين الوقت لانتظار عمليات الجيش التي تعرضهم للخطر”، مضيفاً أن “الجيش الإسرائيلي أنقذ 8 مختطفين فقط عبر عمليات عسكرية على مدى 452 يوما”، حسب تعبير البيان.

وأكد البيان أنه “حان الوقت لتحقيق الهدف النهائي للحرب ممثلاً في إعادة جميع المختطفين”، مطالبين “نتنياهو والوزراء بالامتناع عن أي تصريح يضر بفرص التوصل إلى صفقة”، التي من الواضح أن لا تطور جدي وايجابي فيما يتعلق بها مع عدم قبول سلطة الاحتلال تقديم أي تنازلات خصوصاً في النقاط الجوهرية بالنسبة للمقاومة الفلسطينية.

هذا بالرغم من أن هذه المقاومة تثبت يومياً للاحتلال أنها صامدة وقادرة على ضربه رغم كل ما يقوم به، وهذا ما يؤكد قدرتها على فرض الشروط وليس الاستسلام الكامل كما يطالب نتنياهو ووزراؤه.

وفي السياق، قال المركز الفلسطيني للإعلام إن اشتباكات ضارية تجري اليوم الثلاثاء في بيت حانون (شمالي قطاع غزة) بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.

في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال جرائم الإبادة والتهجير والتجويع بحق نحو 80 ألف فلسطيني محاصرين شمال غزة، بما في ذلك مناطق جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أسفر عن استشهاد وفقدان أكثر من 4 آلاف شخص، فضلا عن 12 ألف جريح و1750 أسيراً.

تطورات العدوان

هذا وأفادت وسائل إعلام فلسطينية اليوم بإجلاء عدد من الأطفال والمرضى من قطاع غزة لتلقي العلاج بالخارج، بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.

وقالت شبكة “قدس” الإخبارية إن عملية الإجلاء جاءت بعد انتظار طويل، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي منع أعدادا أخرى من المرضى والجرحى من السفر لتلقي العلاج خارج القطاع الفلسطيني المحاصر.

من جهته، الدفاع المدني بغزة أعلن تلقي مئات نداءات الاستغاثة من نازحين غمرت الأمطار خيامهم. وقال الدفاع المدني في غزة إنه تلقى مئات اتصالات الاستغاثة من النازحين الذين غمرت مياه الأمطار خيامهم وأماكن إيوائهم يناشدون فيها لإنقاذ أطفالهم.

كما أكد الدفاع المدني أن طواقمه لا تستطيع سوى إجلاء المواطنين من أماكن إيوائهم المتضررة إلى أماكن أخرى تكون في الأغلب غير صالحة للإيواء، مما يعرضهم للبقاء في العراء تحت المطر والبرد القارس.

كذلك، ناشد الدفاع المدني القادرين على تقديم المساعدة لنقل النازحين إلى أماكن إيواء مناسبة تقيهم الأمطار، خاصة من نزحوا إلى مخيمات وسط مدينة غزة ومواصي خان يونس ورفح وغربي دير البلح.

من جانبه، أفادت مصادر في غزة بأن مياه الأمطار غمرت آلاف الخيام التي تؤوي نازحين وسط القطاع. وأضافت أن معظم تلك الخيام تفتقر إلى أدنى مقومات العيش، ولا تقي من برودة الطقس والرياح العاصفة التي تقتلعها.

وجدد الاحتلال القصف المدفعي على منطقتي أبو شريعة وعبد العال جنوبي حي الصبرة جنوبي مدينة غزة. كما استشهد مواطن جرّاء قصف إسرائيلي استهدف شارع أحمد فكري أبو وردة في جباليا النزلة شمالي قطاع غزة.

وأطلقت دبابات الاحتلال المتمركزة جنوبي حي الزيتون النار على منازل المواطنين.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ارتفاع حالات الوفاة نتيجة البرد القارس بغزة إلى 7، مؤكداً أن العدد قابل للزيادة.

وتضرب غزة عاصفة رعدية وأمطار غزيرة تتساقط على قطاع غزة، تسبب في غرق العشرات من خيام النازحين وسط وجنوب القطاع.

وقالت بلدية غزة، إن النازحين يعانون من ظروف مأساوية للغاية بسبب المطر والعواصف ولا توجد إمكانيات كافية لمساعدتهم.

وأفادت بتعرّضَ نظام الطوارئ في محطّة ضخ مياه الصّرف الصّحي (7ب) في حيّ الزّيتون جنوب شرقي مدينة غزّة إلى قصفٍ مدفعي معادي.

وأوضحت أن القصف تسبب بتعطيل الخطة الطارئة مما يُنذر بحدوثٍ كارثةٍ صحيةٍ وبيئية، مشيرة إلى أن ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي بالمحطّة والشّوارع المحيطة يجعلها مساحة خصبة لانتشار الأمراض المعدية بين الأهالي.

واستشهد مساء أمس الاثنين، عدد من المواطنين وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف تجمعاً للفلسطينيين قرب مركز “رعاية جباليا البلد” شمال القطاع.

وأفادت وزارة الصحة بارتكاب جيش الاحتلال 3 مجازر خلال الـ24 ساعة الماضية، ما أدى إلى استشهاد 27 مواطنا وجرح 149 آخرين.، لترتفع حصيلة الإبادة إلى 45 ألفًا و541 شهيدا، و108 آلاف و338 مصابًا، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023.

أونروا: 258 من موظفينا قتلوا في غزة منذ بداية الحرب

من جهته، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) قال إن “258 من موظفي الوكالة قتلوا في غزة منذ بداية الحرب”. وأضاف “تسجيل نحو 650 حادثة ضد مباني ومرافق الوكالة منذ بداية الحرب”، مشيراً إلى أن “ما لا يقل عن 745 شخصا قتلوا في ملاجئنا أثناء سعيهم للحصول على حماية الأمم المتحدة”.

هذا ولفت إلى أن “أكثر من ثلثي مباني الوكالة تضررت أو دمرت وكانت غالبيتها تستخدم مدارس للأطفال”.

شاهد أيضاً

مسؤول المنتخب السعودي السابق يبرر رغبة البليهي بالاعتزال

يرى نايف القاضي مدير المنتخب السعودي الأولمبي السابق، أن هناك تسرع من قبل بعض لاعبي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *