السيد محمد الطالقاني ||
يحاول الاستكبار العالمي بين الحين والأخر ان يصنع شخصية اسطورية ينفذ من خلال ها كل خططه في المنطقة, وفي دول الشرق الأوسط يجد الاستكبار الحاضنة السهلة لتنفيذ هذا الامر.
فقد حاولت المخابرات الامريكية ان تصنع من عميلها صدام الكافر اسطورة تخيف به كل من يقف امام مصالحها من دول المنطقة, واستطاعت ان توصله الى رئاسة العراق بعد ان كان لقيط من لقطاء الحرس القومي, فازاحت احمد حسن البكر بطريقة فنية ووضعت صدام على راس الهرم في السلطة ومكنت له كل الامور من اجل تقوية حكمه, وقامت بتجهيزه باحدث الاسلحة المتطورة من اجل ضرب كل من يقف امام مصالحها,
فكانت البداية في الحرب العراقية الايرانية والتي دامت ثمان سنوات دفع العراق فيها خيرة شبابه من ابناء الشيعة الذين اجبروا على خوض تلك الحروب ضد بلد مسلم شيعي.
ولكن هنا انقلب السحر على الساحر عندما حاول صدام اللقيط ان يخون من رباه على العمالة ليصبح هو البطل القومي والقائد الضرورة , وهذا هو حال كل العصابات عندما تختلف في توزيع السرقات.
وهنا وجه الاستكبار العالمي الضربة الموجعة لعمليها صدام بتاديبه فكانت عاصفة الصحراء الضربة الموجعة له وللجيش العراقي فحطمت اسطورته امام العالم حيث الهزيمة الساحقة له وهروب جيشه حفاة عراة تحت وابل القصف الجوي لقوات الاستكبار العالمي, فقتل من قتل, وأصيب من أصيب.
واليوم يتكرر المشهد مع لقيط اخر من لقطاء الاستكبار العالمي وهو احمد الذباح الذي استباح دماء العراق ولبنان وسوريا عندما ارتكب ابشع جرائم الذبح بخنجره المسموم وهو يصول ويجول في تلك المناطق,
نراه اليوم يعود كالحمل الوديع ليننفذ امر الاستكبار العالمي بالاطاحة بنظام الأسد ويعود الفارس المنتصر والقائد الضرورة الذي لولاه لما تحررت سوريا.
وكما صفق لصدام المقبور بدا البعض يصفق لاحمد الذباح الجولاني الذي تحول الى احمد الشرع وهو فرحون بمستقبل مجهول يعجز الساسة اليوم عن نتائجه, ولكن للأسف الشعوب هي التي تصنع الطغاة, والا كيف يتحول السفاح الذباح الى قائد ومنقذ لان فاقد الشئء لا يعطيه.