العراق.. وحدة وطنية عصية على الفتن..!

سمير السعد ||

في مشهد يتكرر كلما اشتدت الأزمات على بلدنا العزيز العراق، يحاول البعض تأجيج الفتن وزرع بذور الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، مستغلين منابر الإعلام وخطابات مليئة بالحقد والتفرقة. لكن، كما أثبت التاريخ مراراً، يبقى الشعب العراقي صامداً وواعياً أمام تلك المحاولات البائسة.

 

لقد أصبح واضحاً أن هذه الخطابات الطائفية لم تعد تنطلي على العراقيين، الذين يدركون تماماً أن من يروّج لها لا يمثل إلا أجندات خارجية تسعى لإضعاف العراق وتمزيق وحدته. هؤلاء، جبناء الأمس وعبيد المصالح الأجنبية، يحاولون عبثاً إشعال نار الفتنة، لكنهم يواجهون شعباً متحداً من شماله إلى جنوبه، يقف صفاً واحداً تحت راية العراق.

“الحشد الشعبي والقوات المسلحة صمام الأمان”

 

في كل مرحلة من مراحل العراق الصعبة، أثبت الحشد الشعبي مع إخوانه من القوات الأمنية والجيش العراقي أنهم صمام الأمان الذي يحمي البلاد. لا يمكن لأحد أن ينكر دورهم العظيم في هزيمة الإرهاب ودحر تنظيم داعش الذي أراد أن يمزق العراق. ضحى هؤلاء الأبطال بأرواحهم وقدموا الشهداء والجرحى من أجل الحفاظ على وحدة البلاد وأمنها، دون أي تمييز بين منطقة أو طائفة.

 

إن الحشد الشعبي ليس مجرد قوة عسكرية، بل هو رمز لتلاحم الشعب العراقي بمختلف أطيافه. هذا التلاحم أثبت للعالم أجمع أن العراق لا يُقهر، وأنه قادر على الوقوف في وجه أعتى الأعداء.

 

اليوم، يقف الشعب العراقي واعياً وناضجاً أمام محاولات خلط الأوراق وإثارة النعرات الطائفية. باتت النوايا الخبيثة مكشوفة أمام الجميع، وأصبحت أجندات الفساد والفتنة مكشوفة بوضوح. العراقيون يدركون أن مستقبلهم مرهون بوحدتهم، وأن تجاوز المحن يتطلب الوقوف صفاً واحداً، بعيداً عن خطابات التفرقة.

 

“دعوا العراق يعيش بسلام ” إن الرسالة التي يوجهها الشعب العراقي لكل من يحاول استغلال الظروف الراهنة أو تأجيج الصراعات واضحة: دعوا العراق يعيش بسلام. هذا الوطن الذي عانى كثيراً يستحق أن ينعم أهله بالأمان والاستقرار. العراق للجميع، لا فرق بين طائفة وأخرى، وكلنا شركاء في السراء والضراء.

 

إن من يحاول زرع الفتنة بين العراقيين خاب ظنه، فالعراق اليوم أقوى من أي وقت مضى بوحدة شعبه ووعي أبنائه. سيكتب التاريخ أن من أرادوا تقسيمه فشلوا، وأن راية العراق ستبقى خفاقة فوق الجميع، رمزاً للحرية والكرامة والسيادة.

 

إن العراق وطننا جميعاً، وتاريخه يشهد أن عند المحن تظهر الرجال. دعونا نضع خلافاتنا جانباً ونعمل يداً بيد لبناء مستقبل مشرق، ولنبقِ العراق عصياً على الفتن وأعداء السلام.

 

إن التحديات التي واجهها العراق عبر تاريخه لم تكن سهلة، لكن إرادة شعبه الصلبة كانت دائماً العامل الحاسم في التصدي لها. اليوم، وبينما تتزايد المحاولات لزعزعة استقرار البلاد وتشويه نسيجه الاجتماعي، يثبت العراقيون أنهم أكبر من أي مشروع طائفي أو أجندة تخريبية.

 

لقد علمتنا المحن أن العراق لا يبنى إلا بأيدي أبنائه المخلصين، وأن الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى في مواجهة كل أشكال التحدي. لا مكان للفرقة بين أبناء الوطن الواحد، فكلنا ننتمي لتراب هذا البلد، وكلنا مسؤولون عن حمايته وبنائه.

 

إن الأمل في عراق مزدهر ومستقر يتجدد كل يوم بفضل وعي شعبه وإصراره على المضي قدماً رغم كل المعوقات. رسالتنا للعالم واضحة: العراق لن ينكسر، وشعبه سيبقى موحداً ضد كل من يسعى إلى استغلاله أو استهدافه.

 

دعونا جميعاً نحمل راية السلام والمحبة، ونبتعد عن كل ما يفرقنا. فالعراق وطننا الواحد، ومصيره بين أيدينا. بالتكاتف والعمل المشترك، سنبني مستقبلاً مشرقاً يستحقه كل عراقي.

 

” خلاصة القول “ستظل كلماتنا شاهدة على حبنا لوطننا، وستظل أفعالنا مصداقاً لوحدتنا. وكل من يحاول النيل من العراق، سيجد نفسه في صفحات التاريخ السوداء، بينما يظل العراق عالياً مرفوع الرأس بشعبه العظيم.

شاهد أيضاً

قرارات مجلس الوزراء.. من بينها تثبيت 14 مديراً عاماً

أصدر مجلس الوزراء، اليوم الثلاثاء، جملةً من القرارات بينها التصويت على تثبيت (14) مديراً عاماً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *