غيث العبيدي ||
حالات الارتباك والاضطراب وعدم الاستقرار، والنشاطات العسكرية، ومالحقها من توترات سياسية، وأنقسامات أجتماعية، كانت ومازالت مؤثرة في الشرق الأوسط، تحديداً الجغرافية المجاورة لتركيا، وبالأخص “الحالة السورية” لتستغلها أنقرة برياح دافعة أجنبية« أمريكا، أسرائيل، التقارب التركي الخليجي» للاستفادة منها بطرق ملتوية،
ليتصور أردوغان أن كل الدول العربية المجاورة لتركيا، هي عبارة عن “عالم عصملي” وأن معركة “مرج دابق” الحلبية، والتي انتصر فيها الاتراك على المماليك عام 1516، لتنتقل من خلالها راية الخلافة الإسلامية للدولة العثمانية، ممكن أحياؤها من جديد لتعود راية الخلافة الإسلامية لأسطنبول مجدداً.
الإطار العام للإستراتيجية الخارجية التركية، تقوم على تعزيز الاستقلال الخارجي والامني، وتعزيز الدور الإقليمي في المنطقة، وتقديم نهج تاريخي ملموس في كل حالاته، والعودة إلى حلم الإمبراطورية العثمانية البائدة بدعوات تبشيرية من أردوغان نفسه، حتى تكتسب زخم في السياسات الدولية، حتى وأن غرست أقدام تركيا نفسها ودول “عالم العصملي” برمال الأزمات الإقليمية، مثلما يحصل الان في سوريا.
أيديولوجية أردوغان الظاهره، بأنه صاحب فكر اسلامي راشد، حتى يعيد بناء المجتمع التركي فراداً وجماعات على هذا الأساس، حيث قال ذات مرة« لا يمكن أن تكون علمانيآ إسلاميآ في آن واحد الى أخر قوله…
أن أمة الإسلام تنتظر بزوغ الأمة التركية الاسلامية» ودائما ما قال وكرر أقواله على نفس هذا النمط كمن “يستجير من الرمضاء بالنار” في إشارة إلى أن الأمر شاق ولابد من معونة داخلية “الإسلاميين الاتراك” وخارجية “تنظيم الإخوان الدولي” والتوسل بأمريكا وإسرائيل، حتى يظهره أو يهلك دونه،
وحتى ذلك الوقت، أنقره ماضية ببناء توازنات إقليمية ومشاريع توسعية في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص في “سوريا” خاصة وأن الخليفة العثماني أردوغان باشر بتوحيد صفوف “التنظيمات”الإرهابية” بسوريا تحت رايته، فأن نجحت يكتب النجاح له، عدا ذلك يكفيه حمل المشروع على ظهره.