قناة الغدير الفضائية قناة اخبارية مستقلة
سارع اللبنانيون منذ ساعات الصباح الأولى، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، للعودة إلى مناطقهم في الجنوب والبقاع (شرقًا)، بالإضافة إلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبدأ عند الساعة الرابعة فجر اليوم الأربعاء بتوقيت بيروت (الثانية بتوقيت غرينتش) سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله والكيان الصهيوني لينهي أكثر من سنة من المواجهات العسكرية عبر الحدود وشهرين من الحرب المفتوحة بين الطرفين.
في الضاحية الجنوبية، بدأ المواطنون بالتوجه بسياراتهم عبر جسر الحازمية، حيث يشكل هذا المدخل طريقًا رئيسيًا يؤدي إلى مناطق حارة حريك، الشياح، وبرج البراجنة، التي تعرضت لدمار كبير خلال الغارات الصهيونية.
وعلى الرغم من إعلان وزير الأشغال اللبناني أن عمليات رفع الأنقاض ستبدأ عند الساعة السابعة صباحًا، إلا أن السكان لم ينتظروا أي إشعارات رسمية، بل بادروا بالعودة بشكل فوري.
وقد أفاد العائدون بأن حجم الدمار يفوق ما شاهدوه خلال حرب تموز 2006، إذ استهدفت الغارات الصهيونية مناطق أوسع ودمرت عددًا كبيرًا من المنازل والمباني.
حتى الآن، لا توجد أرقام رسمية توضح حجم الدمار، لكن المشاهد التي رُصدت خلال الجولات الميدانية تظهر كارثة كبيرة.
وإلى الجنوب، ازدحمت الطرقات بالسيارات الممتلئة بالعائلات العائدة إلى قراها. ومع بدء سريان الهدنة، تجاهل الأهالي هذه التحذيرات وعادوا إلى منازلهم التي غادروها بسبب الحرب.
وقبل بدء سريان الاتفاق صعّد حزب الله من هجماته المتبادلة مع الكيان الغاصب حيث أعلن الحزب قصف مناطق في شمال إسرائيل بالصواريخ، في حين استبَق الاحتلال وقف إطلاق النار بشن سلسلة غارات واسعة النطاق على العاصمة اللبنانية وضاحيتها الجنوبية وعدة قرى وبلدات جنوب وشرق لبنان.
وجاءت الهجمات بالتزامن مع تأكيد الرئيس الأميركي جو بايدن التوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين “حزب الله وإسرائيل”، وذلك بعد إعلان رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو موافقة الحكومة الأمنية عليه.
وقالت القناة 13 العبريةإن حزب الله وكل التنظيمات المقاومة بلبنان ستتوقف، بموجب الاتفاق، عن مهاجمة الكيان في البداية.
وفي مقابل ذلك يتوقف الكيان عن تنفيذ أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان جوا وبرا وبحرا.
وأضافت القناة أن الاتفاق ينص على أن قوات الأمن والجيش اللبناني هما الوحيدان اللذان يسمح لهما بحمل السلاح جنوبي لبنان.
يشار إلى أن الاحتلال الصهيوني وسّع منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق حربها على لبنان، الذي بدأ منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليشمل معظم مناطق البلاد بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت اجتياحاً بريا في جنوبه.
ويرد حزب الله يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات محتلة، وقصْف مناطق وأهداف وسط الكيان.
وأسفرت الهجمات الصهيونية إجمالا عن نحو 3800 شهيد وأكثر من 15 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية.
