كاظم الطائي ||
لماذا يخشى الكثيرون في دول البلطيق من اندلاع الحرب؟ الجواب يتعلق ب الماضي والحاضر والمستقبل.
الوثائق المسربة من الدفاع الألماني سيناريو يبدأ بإحراز تقدم روسي كبير في أوكرانيا- وينتهي بهجوم روسي على ليتوانيا وبولندا.
ويقدرون ذلك الى صيف 2025. ومثل هذا الهجوم يمكن أن يؤدي إلى حرب كبرى في أوروبا مع روسيا وبيلاروسيا من جهة وحلف شمال الأطلسي من جهة أخرى.
هناك حوالي 66 كيلومتراً بين بيلاروسيا وروسيا (كالينينغراد) عبر المنطقة المعروفة باسم ممر سووالكي..
مساحة الأرض جزء من ليتوانيا وبولندا.. يقول بعض الخبراء
يمكن بعد ذلك أن تأتي القوات الروسية من كلا الجانبين؟. وعلى الرغم من أن حلف شمال الأطلسي ربما يكون قد حرك قواته إلى مسافة أقرب.. إلا أن الهجوم نفسه يمكن أن يتم بسرعة كبيرة.
وهذا سيمنح روسيا خط إمداد برياُ إلى القاعدة البحرية الخالية من الجليد في بالتيجسك. وفي الوقت نفسه.. سينقطع الاتصال البري من دول البلطيق إلى بقية أوروبا..
كما أن الناتو يمني نفسه بهذا التفوق العسكري حيث يضع مقارنه رقمية :-
يذكر البعض ان الناتو متفوق عسكريا.. هذا قد يكون دقيقاً- واخذ البعض يتحدث بهذا الطريقة التي تضع ما قيل تحت الشك ب القدرات الأوروبية..
وعبر بعضهم أن روسيا أقل شأناً تماما من حلف شمال الأطلسي من حيث القوة العسكرية.
وعلى سبيل المقارنة-
دول الناتو لديها تقريبا. 7.6 مليون جندي . بالمقابل الأرقام الخاصة بروسيا غير مؤكدة أكثر.. وكالة الإحصاء العالمية ستاتيستا تقدر أن روسيا لديها أقل بقليل من 3.6 مليون.
وعندما يتعلق الأمر بالمعدات العسكرية..الفرق واضح.. لكن لا يعني ذلك تغيير موازين القوى..
وتشير نفس الإحصائيات إلى أن الناتو ربما يمتلك أكثر من أربعة أضعاف عدد الطائرات المقاتلة وخمسة أضعاف عدد طائرات الهليكوبتر.
بالتالي أراد الناتو استغفال القارئ حول المقارنه العسكرية.. والتي ذكرت ان روسيا بمفردها..؟ ولم يذكر مثلا بيلاروسيا وكوريا الشمالية وبعض الدول التي لديها حلف إستراتيجي شامل مع روسيا. إذن محور روسيا أقوى بكثير من حلف الناتو.. حيث الأخير بدأ يترهل من شدة العجز الواضح.
كذلك تشير بعض المعلومات بأن روسيا تقوم ب تجنيد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عاما في الجيش الروسي. ولم يتم تأكيد ذلك من قبل مصادر روسية..
لكن لدى روسيا الخبرة الكافية في كيفة إدراة الحرب..خصوصاًةالحرب الهجينة والدعاية
ومن المحتمل أيضاً أن لا تبدأ الهجوم على دول البلطيق “بالطريقة القديمة”. على الأرجح..ستكون هناك هجمات إلكترونية واسعة النطاق أولاً حسب بعض الخبراء..
وقد ينطوي ذلك على معلومات مخابراتيه تتضمن التحرك بطريقة موجه بشكل خاص إلى السكان من أصل روسي في البلدان المعنية. ربما يكون الهدف هو تغيير مواقف الناس بشأن الحرب وحث المزيد من الناس على دعم روسيا.
وانا شخصيا التقيت عدد لا يستهان به من بولونيا- حيث كان موقفهم إلى جانب روسيا.
إذن نحن نشعر بهذا الخطر الذي يحدق ب أوروبا.. كما اشار الجانب الاوربي وعلى وجه التحديد السويد.. والتي بدأت تثقف إلى هذه الحرب المقبلة.
حيث طلبت السويد والاخرى فنلندا من مواطنيهما الاستعداد للحرب٠٠
أرسلت الدولتان الجديدتان في حلف شمال الأطلسي.. السويد وفنلندا.. نصائح محدثة حول كيفية استعداد السكان للأزمات والحرب.
كان ذلك نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية برعاية أوربية في فبراير 2022..قررت كل من السويد وفنلندا التخلي عن حيادهما والسعي للحصول على العضوية الكاملة في حلف شمال الأطلسي. وأصبحت فنلندا عضواً في أبريل 2023.. والسويد في مارس من هذا العام.2024.
أيضاُ صرح وزير الدفاع المدني السويدي كارل أوسكار بوهلين مؤخراً أنه ليس سراً أن الوضع الأمني قد تدهور منذ أن نصحت السلطات السكان في عام 2018 بشأن الاستعداد. منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا.. وحثت في حينها السلطات السويدية مرارا وتكرارا السويديين على الاستعداد ذهنيا وعملياً لاحتمال نشوب صراع مسلح-
كلك رأينا المديرية السويدية للضمان الاجتماعي (MSB) هذا الأسبوع في إرسال ملايين المنشورات التي تحتوي على نصائح محدثة للمواطنين حول كيفية الاستعداد لحرب محتملة.. تم طبع كتيب خاص بهذا الشأن
ويحتوي الكتيب المكون من 32 صفحة بعنوان “حول وصول الأزمة أو الحرب” على معلومات حول كيفية الاستعداد للحرب والكوارث الطبيعية والهجمات الإلكترونية أو الإرهابية.
والوضع الأمني خطير كما هو مذكور.. وعبر بهذه الطريقة علينا جميعا أن نعزز صمودنا لمواجهة مختلف الأزمات..بما في ذلك الحرب.. ويؤكد المدير ميكائيل فريسيل في MSB.. دون الإشارة إلى روسيا أو غيرها.
وقد تم تحديث الملجأ الذي يعتقد سيحمي السكان من القنابل والتي يتوقع سوف تضرب السويد..وتعزيز إمدادات مياه الشرب والبنية التحتية للنقل.. كما تم تعيين وزير للدفاع المدني في البلاد. كذلك أنشأ السويديون أيضا وكالة -الدفاع النفسي.. التي ستحارب المعلومات المضللة.
وجاء في الكتيب المحدث أن “مستويات التهديد العسكري أخذت في تزايد.. وأشار على أن يكون سكان مستعدين للسيناريو الأسوأ..أي هجوم مسلح على السويد..
رسائل الى سكان أوروبا تشير الى ما هو قادم تؤكد – أنه يجب على الجميع التفكير في الأحداث والحوادث التي يمكن أن تحدث.. والتخطيط ليكونوا قادرين على رعاية أنفسهم ومن حولهم في حالة فقدان البنية التحتية الحيوية.. مثل الكهرباء. وشبكات المياه والمحمول..
التغيير الأكبر هو أن المدة الموصى بها للاستعداد الذاتي تزيد من ثلاثة أيام على الأقل إلى أسبوع..
تحاول السلطات ان تغذي الذهن الغربي بطريقة مبسطة.. حتى ان يستوعب ما يجري حوله بشكل تدريجي..
واذا ما امعنى النظر في ما يحدث في العالم بشكل متسارع.. وقد نلمس خطوات جديدة من قبل الرجل الاول في الولايات المتحدة الأمريكية وهو دونالد ترامب.. إذن نحن أمام
خطط رعب يمكن أن تصبح حقيقة واقعة..
قد تعني ولاية دونالد ترامب الثانية كرئيس دعما أقل لأوكرانيا.. وحرباً تجارية مكثفة.. والمزيد من الحمائية. ولكنها يمكن أن تنطوي أيضا على حالات أكثر خطورة.. بالنسبة إلى من دخل حلبة التنافس الأخطر على الإطلاق.