الظهور والتمهيد..حركة جماعية شاملة..!

حسن الربيعي ||

بسم الله الرحمن الرحيم

الظاهر من الروايات التي تتحدث عن متطلبات ظهور صاحب الزمان الامام المهدي عليه السلام ضرورة وجود أفراد على جهوزية عالية عقائدياً وثقافياً ونفسياً وبدنياً وكذلك الكفاءات التي تمتلك العلوم والخبرات المطلوبة للنصرة والمساندة اللازمة لاستقامة أمر القائم (عليه السلام).

 

هناك سؤال هل ان المطلوب والكافي هو ان تكون حركة التمهيد حركة فردية أي ان يصلح كل فرد نفسه بمعزل عن الآخرين أم ان التمهيد عملية جماعية؟

 

بالنظر الى مشروع الدولة المهدوية نستنتج انه مشروع واسع وشامل لمجالات الحياة، و لا يتوقف على الجوانب الفردية للحياة؛ بل يشمل النظام العام والحياة العامة من حكومة وانظمة وغير ذلك.

 

فهو عليه السلام (… يملؤها قسطاً وعدلاً…) وهذا لا تعني فقط ملء الأمكنة والبلدان بل تشمل نواحي الحياة جميعاً بأشكالها كافة، وهذا يفترض وجود افراد كفوئين بكافة هذه الميادين،

 

ثم إن العقبات التي تحول دون قدومه (عليه السلام) والتي قد تواجه مشروعه بعد قدومه المبارك ليست افراداً فقط بل دول وانظمة وجماعات بل وامم منحرفة وظالمة وطاغية فهل يا ترى يمكن إزالة هذه المعوقات ومجابهتها بشكل فردي؟… وحتى الروايات التي تحدثت عن اصحابه تحدثت عنهم بأنهم واجدون لكل ما يطمح اليه فهو لا يحتاج بعد ظهوره الى اعادة اعدادهم فهم (… يكفونه ما يريد فيهم…). فإذن تحصل ان التمهيد عمل جماعي ومن جملة حركة التمهيد اعداد وتجهيز الأصحاب.. فمن الذي يقوم بقيادة عملية التمهيد؟

 

ومن نافل القول ان الانتماء العقائدي لا يكفي لأنه لو كان هو الشرط لكان الخروج من زمن قديم بل إن الوحدة والاجتماع هما في اطار العمل وصب الجهد في مشروع التمهيد لا بشكل عشوائي بل بشكل منظم له قيادة وله نظام فمن هو قائد هذه الحركة وهذا النظام.

 

(أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا…)

 

القائد لحركة الممهدين هو نائب الامام وفي عقيدتنا ان الولي الفقيه هو قائد هذه الحركة الجماعية والموحدة التي تحمل توقاً الى الإمام المهدي (عليه السلام) وهو الذي يقوم برعاية الجماعات والأفراد والعلم والعلماء والأجهزة والمؤسسات التي تعمل على التهيؤ لاستقبال واستقدام الإمام من غيبته بما يحتاج اليه من افراد واجهزة ومؤسسات ذوي كفاءة ومهارات وجهوزية للشروع في الحركة الإصلاحية للعالم تحت لواء الإمام (عليه السلام)، ثم بناء وادارة دولة العدل الإلهي على كل الأرض بإذن الله تعالى.

 

فاجتماع القلوب وهو عين معنى الوحدة والاجتماع، وقوام الوحدة الوفاء بالعهد للإمام (عليه السلام) اي اجتماعهم على قضية الامام المهدي (عليه السلام).

 

وفقنا الله وإياكم لصدق النية والثبات على العهد ورزقنا اجتماع القلوب والمحبة والتعاون في العمل والتكامل في المسير.

شاهد أيضاً

للحوار بقية || الموقف الدولي من عراق اليوم

للحوار بقية || الموقف الدولي من عراق اليوم 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *