قاسم ال ماضي ||
اعتبر المحلل الأمريكي الشهير، “سكوت ريتر” ومعه عددا من المحللين الغربيين العسكريين والاستخباريين الذين يتم استضافتهم بشكل متكرر في وسائل الإعلام خلال هذه الفترة:
(أن أمريكا وإسرائيل لم يعد بإمكانهما إنقاذ النظام الصهيوني، وأن محور المقاومة بقيادة إيران بسياسته الذكية قد وضع إسرائيل في موقف لا يمكنها الإفلات منه)
وبحسب ريتر، و ألستير كروك: إن اسرائيل كانت تخطط للهجوم على ايران على ثلاث مراحل ، إلا أن هذا الهجوم انهار من المرحلة الاولى.
واضاف هؤلاء:
أن الطائرات الأمريكية “التي كانت تنوي المشاركة في العدوان الاسرائيلي” وقعت في شباك الرادار منذ ان كانت في الاجواء الاردنية والعراقية وقبل أن تقترب من الحدود الإيرانية، (بالرغم من امتلاكها نظاما يمكنها من التخفي عن الرادارات)
تمكن الدفاعات الجوية الإيرانية من الاقفال الراداري على “الطائرات المهاجمة” أحدث صدمة في “واشنطن وتل ابيب” اذ كيف تمكنت الرادارات الايرانية من القفل على الطائرات المهاجمة بالرغم انها مازالت في أجواء الأردن .. حينها أدركوا أنهم يواجهون نظام دفاعي معقد وغير معروف، فتم إلغاء المرحلتين التاليتين.
(علما ان القفل الراداري يحدث عادة عندما يكتشف رادار النظام الدفاعي لاي بلد طائرة معادية في أجواء بلده فيعمل قفلا عليها، استعدادا لإطلاق صواريخ الدفاعات الجوية واستهدافها بسهولة)
وبحسب ألستير كروك، الدبلوماسي والعميل السابق في MI6 البريطانية:
أن هذا كان سبباً في توقف المرحلة الأولى وإلغاء المرحلتين الثانية والثالثة من الهجوم الإسرائيلي.
واضاف : أن الهجوم الاسرائيلي الفاشل قد منح إيران معلومات ثمينة، وربما ستستفيد منها لتوجيه صفعة قوية للكيان الصهيوني لاحقا.
-الجدير بالذكر انه في موازاة تثبيت معادلة ردع كيان العدو عسكريا ، تنتهج الجمهورية الاسلامية، ( الى جانب جبهات الاسناد في محور المقاومة منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة ومن ثم العدوان على لبنان) استراتيجية الاقتراب الموزع، وتوزيع الادوار بين قوى محور المقاومة بهدف استنزاف العدو ، مع إلحاق اعطابا جوهرية به ، ووفق استراتيجية التراكم بالنقاط، وصولا الى الضربة القاضية.
-وفي سبيل تعزيز هذا المسار تنشط الدبلوماسية الايرانية على مستوى المنطقة والعالم، والتي تهدف الى إسقاط إسرائيل بأقل تحدي للرأي العام العالمي، وعدم تمكين الكيان الصهيوني والحكومات الغربية الداعمة لاسرائيل.
حيث يعمل “حائك السجاد الايراني” على تفكيك منظومات التضليل الغربي الداعمة للكيان الصهيوني، وتعريته، وكشف صورته الدموية و الإجرامية، وبالتالي عزله دولياً، وتشكيل جبهة عالمية مناهضة له.
وهو ما تجلى في الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الامريكية والغربية المناهضة للعدوان الصهيوني، والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني، والمطالبة بمقاطعة حكوماتهم لاسرائيل وتجريم تزويدها بالسلاح.
ومع الاستنزاف الطويل الامد للكيان الصهيوني، وتفاقم الازمات الداخلية ، وتصاعد حالة العزلة الدولية له ، في ظل تشكل رأي عالمي مناهض له ، ومحاصرة الحكومات الغربية من قبل شعوبها التي باتت تتكشف “يوما بعد اخر” الحقيقة الدموية والاجرامية لهذا “الكيان” بعد عقودا من التضليل الصهيوني، وهو ما سيجبر الحكومات الغربية على وقف دعمها له
وعند توفر مثل هذه الظروف سيحدث التأكل التدريجي و صولا الى الانهيار التلقائي له.
ختاما يمكننا القول : ان إيران تعمل باحترافية وبذكاء، من منطق انها ليست فقط دولة قوية، بل على انها دولة عظمى في مقابل امريكا كقوة عظمى، في وقت تتعامل مع الكيان الصهيوني على انه اقل شأناً من ان يشكل رقماً في المعادلة.