د. إسماعيل النجار ||
الكيان الصهيوني تصدَّعَ بشكلٍ كبير وأصبح آيِلاً للسقوط، وأميركا غير قادرة على إيجاد حَل للصراع الدائم بينه وبين مِحوَر المقاومة وذلك لعدم وجود نقاط إلتقاء ونقاط الإلتقاء مستحيلة،
المسألة لَم تَعُد مسألة خلاف بين دولتين من الممكن جمعهم حول طاولة مستديرة ويتم حَل الخلافات بينهما، القضية أكبر من ذلك بكثير لأنها قضية شعب ولغة ودين وتاريخ وأُمَّة، وأكثر ما يُعقِد المشهد أن المسألة تحولت إلى صراع وجودي بين أُمَّتَين ولم تَعُد مسألة خلاف فلسطيني إسرائيلي كما حولتها الولايات المتحدة الأميركية وصَورتها للرأي العام العالمي وسَوَّقَ لها الإعلام الغربي الذي سارَت في رُكَبُه أغلبية وسائل إعلام الأنظمة العربية،
الفجوة كبيرة بين الطرفين، من الناحية الإسلامية فلسطين عربية تاريخياً وحاضنة لجميع الأديان وكل ما فيها يتحدث عنها لغتها موقعها الجغرافي وتاريخها وآثارها،
والصهيونية تعتبرها أرض الميعاد لهم فلم يكتفوا بإحتلال فلسطين وحرمان شعبها من هويتهم ووطنهم لا بَل وصل بهم الأمر إلى حَد إعلان حدود دولتهم الكبرىَ من الفرات إلى النيل الأمر الذي أدخل خطراً أكبر على الكيان لأن إعلان دولة صهيونية من الفرات إلى النيل تضم مكة والمدينة هو ضرب من الجنون قامَ به المنظرين في دولة بَني صهيون لأنه يَمُسَّ بأهم مركزين للعبادة لدى المسلمين هُمآ قبر النبي الأكرم والكعبة المُشَرَّفة،
ولم يكتفي الحاخامات والساسة الصهاينة بفلسطين التاريخية التي قرَّر العربان التخلي عنها لصالح اليهود، لكنهم بدأوا بالبحث عن آثار أقدام أجدادهم أينما وطَئَت وفي أي مكان عاشوا ودُفِنوا فيه فاعتبروه أرض أجدادهم وهآ هم اليوم يقولون أن جنوب لبنان هو أرض يهودية بدأوا بالمطالبة بإحتلالهِ وطرد سكانهِ منهُ وبناء المستوطنات عليه،
طمِعَ الساسة الصهاينة كثيراً وإزداد إجرامهم بحق الشعوب من حولهم وأصبَح هذا الإجرام وظيفة وعمل دائم مستمر لا ينقطع وازداد التمادي بالإعتداءآت العسكرية على دول الجوار فحَوَّل المعركة من فلسطينية صهيونية إلى عربية صهيونية والآن أصبحت معركة إسلامية وجودية دخلت على خطها إيران الشيعية التي من الصعب أن تقبل بالحوار حول فلسطين أو المساومة عليها أو القبول ببقاء الكيان،
الأنظمة العربية إستسلمت لأمريكا مقابل إمتيازات البقاء في السلطة وعلى العرش وتلقي الحماية من واشنطن لكن المشكلة بقيت قائمة بين بعض مكونات الشعب الفلسطيني الذي رفض إستسلام أوسلو والتطبيع وانتفض على الواقع مدعوماً من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأمر الذي نقل المعركة الى مكوِن لبناني أساسي ألآ وهو الطائفة الشيعية التي تُعتبَر من كُبرى الطوائف اللبنانية وأقواها على الإطلاق،
شكَلَت إيران طوقاً خطراً حول إسرائيل من الداخل الفلسطيني ومن لبنان ومن العراق وسوريا واليمن، فأصبحت الحروب بينهم وبين الكيان مُدمِرَة وخطرة لدرجة تهديد السلمين الإقليمي والدولي ورفع حرارة صفيح المنطقة لدرجة مخيفه جداً،
اليوم تشن إسرائيل حرباً على غزة ولبنان ودخلت الحرب شهرها الثالث عشر ولم تُحقق إسرائيل فيها اي نصر حاسم رغم ما ألحقت بقطاع غزة من دمار وضحايا وجوع وحصار،
أيضاً على الجبهة اللبنانية لم تتمكن إسرائيل من تحقيق أي تقدم ومُنِيَت بخسائر كبيرة جداً وتكلفتها باهظه بالأرواح والعتاد تتكتم الأوساط السياسية والعسكرية على 90٪ منها ناهيك عن إنهيار الصناعه والتجارة وهروب رؤوس الأموال،
إسرائيل تهشَمَت من الداخل وتمزقت وإعادة اللُحمَة بين مكونات المجتمع الصهيوني أصبحَ صعب للغاية،
حيث بلغَ الإنقسام الأفقي والعامودي داخل المجتمعين المدني والسياسي الصهيونيين حداً خطيراً لا يُبشرُ بإعادة اللُحمَة او الإستمرار على العيش في البلاد في ظل حروب مستمرة وخوف دائم الأمر الذي لم يعتَد عليه المستوطن اليهودي من قبل لأن قادتهم لطالما اقنعوهم بأن جيشهم لا يُقهَر ولا يُهزَم ودائما ما كان يخوض حروباً خاطفة وسريعه في المحيط على أراضي الغير ويعود منتصراً،
اليوم إختلف الأمر بوجود منظمات راديكالية إسلامية مدعومة من دولة إسلامية منظمات لا تعرف الهوان ولا الإستسلام وترفع شعار هيهات مِنَّا الذِلَّة؟
يبقى السؤال في ظل هذا التباين واتساع الفجوة وتقلص حجم سيطرة واشنطن والأنظمة الغربية على الوضع وفي ظل تراخي قبضة الأمن لدى بعض الدول المُطَبِعه هل تتحمل أمريكا مساندة إسرائيل إلى الأبد ام ستتخلى عنها إذا ازدادت التكلفه المادية والعسكرية والمعنوية عليها وأصبخت فوق طاقتها وأكبر من مردود بقاء إسرائيل كحليف لها؟
في ظل إصرار قوى قوية تحيط بها وتنتشر على كامل جغرافيا المنطقة العربية تمسك بالممرات المائية وتهدد الملاحة الدولية وترفض التراجع أو الخضوع او التنازل،،،
أخيراً مَن سينتصر؟
حتماً إسرائيل سقطت،
بيروت في،،
9/11/2024