🖋 الشيخ محمد الربيعي ||
القرآن الكريم في اياته المباركات طرح جملة من صفات وسلوك تجلت في شخصية الرسول الخاتم محمد ( ص ) والتي بدورها تحمل رؤية مستقبلية عن كيفية التي يتعامل بها القائد الرسالي مع مجتمعه .
محل الشاهد :
تلك الايات الكريمات ( راجع اخر ايات سورة الشعراء ) ، بينت السلوكيات التي ينتهجها القائد في مسيرته العملية للاصلاح الشامل ومنها :
ان القائد يجب ان تكون له صفة الاخلاص التام لإله الكون وهذا بطبيعته مقترن بالتوحيد الخالص لله عزوجل ( فلا تدعو مع الله الها آخرا فتكون من المعذبين ) … فتجلت هذه الفضيلة في كافة النبيين وخصوصا النبي الخاتم محمد ( ص ) .
وقد انعكس هذا التوحيد في حياته ( ص ) في تحمل كل الضغوط ، لان كل ضغط يتعرض له الانسان ينعكس بصورة أو باخرى في ضميره على شاكلة الشرك بالله الذي يفرز انعكاسات معينة .
فنحن نخضع لهوى السلطة وضغوطها هنا لابد أن تتحسس في ذاتك بالذل أمام القوة و السلطة وهذا بدوره يجعلك في دائرة الشرك الخفي بل قد يتجاوز الى الظاهر منه .
وحين تخضع الى تيار المجتمع فأنك هناك تؤهله بنسبة معينة يفرض عليك السير وراء مايمليه عليك .
وحين تخضع لقوة المال و الثروة فإن ذلك يعني تقديس الثروة وملاكها …
اذن بنسبة من الخضوع لقدرة السلطة و لقوة الثروة وتيار الاجتماع يعتبر شركا بالله …
ولهذا نجد ان من ابرز صفات الرسل هو تحدي الضغوط وعدم الخضوع لها انطلاقا من الايمان بإله واحد وهو الفعال لما يريد الحاكم الحق ومادونه الباطل ، القوي العزيز الجبار وهذا يجسد الصفات الخير في القلوب الزكية ويزرع في ذواتهم تحقير السلطة و الثورة و القدرة الاجتماعية بعتبارها ساقطة في ميزان القوى بالقياس الالهي.
وهذا ما اكدة الخاتم محمد ( ص ) بقوله ( والله ياعم لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على ان اترك هذا الامر ماتركته حتى يظهره الله ) ، هذا لان قلب القيادة متصل بينبوع التوحيد والفؤاد المتنور باشعاع معرفة الله لا يأبه بالشمس ولا بالقمر .. أذ ان اعتبارهما ساقط …
هذا هو موقف المؤمن المخلص والمتحلي بالحصانة المتيمة ازاء الضغوط وبعكسه الانسان الخاضع لضغط المال او السلطه او المجتمع الذي سيجني من هذا الخضوع العذاب ( فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين ) والعذاب فيمن يخضع للمال يكون بذلك قد أشرك بالله … ولهذا ضغط المال يصنع الى الانسان انتماءا مزيفا.
من هنا عندما نسال لماذا كان المقاومين و المجتهدين ثابتين منتصرين قياديا ، لانهم قد تخلصوا من كل ضغوط القيادة و تخطوها فكانوا احرارا بحرية العبادة الحق لله ، فكانت كل ضغوط الدنيوية من سلطة و ثروة و المال والمجتمع لاتعني شيء عنده قبال رضا الله تبارك وتعالى .
اللهم احفظ الاسلام و المسلمين
اللهم انصر المقاومين المجاهدين