الدكتور محمد علي الحريشي ||
تابعت شعوب العالم يوم أمس «الثلاثاء» واليوم «الأربعاء» التنافس الإنتخابي المحموم بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي في أمريكا «ترامب» وهاريش» وكل وسائل الإعلام العالمية فرغت جانباً كبيراً من مساحاتها الإعلامية لتسليط الأضواء على مايجري داخل الولايات المتحدة الأمريكية في يوم الثلاثاء الذي يطلق عليه في أمريكا بيوم «الثلاثاء الكبير» لأنه وحسب نظام الدستور الأمريكي فإن الإنتخابات الرئاسية الأمريكية تجرى في أول يوم ثلاثاء من شهر نوفمبر/تشرين الثاني كل أربع سنوات، وهي ليست إنتخابات رئاسية فقط،
بل إنتخابات يتم فيها إنتخاب حكام الولايات ونصف أعضاء مجلس الكونجرس الأمريكي الذي يظم غرفتين هما مجلس الشيوخ ومجلس النواب، نحن كقوى محور مقاومة لايهمنا من يفوز بمنصب رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية سواء فاز مرشح الحزب الجمهوري أو فاز مرشح الحزب الديمقراطي، لأن أي منهما لاينتج عنه تغييرات جذرية في السياسية الخارجية الأمريكية خاصة على مستوى منطقتنا العربية والاسلامية،
لأن الرئيس الأمريكي هو ينفذ فقط السياسة الخارجية الأمريكية، الحاكم الحقيقي للدولة الأمريكية هو النظام الرأس مالي الليبرالي الأمريكي الذي يضم تحالفات مكونة من كبار رؤساء الشركات الرأس مالية الكبرى واللوبي اليهودي الصهيوني الأمريكي، واللوبي اليهودي الصهيوني الأمريكي الذين معظمهم من كبار رؤساء الشركات الرأس مالية الإحتكارية الكبرى،
كل الأنشطة الإقتصادية داخل أمريكا وخارجها تتحكم بها تلك الطبقة الطفيلية الأخطبوطية الحاكمة، فهي من تتحكم برسم السياسات الإقتصادية العالمية التي ربطت إقتصاد العالم بسعر وحركة الدولار وبنظام السويفت البنكي، هذه الطبقة تتوزع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي،
فهي من تتحكم في ترشيح وتصعيد وفوز أي مرشح لعضوية الكونجرس الأمريكي وحكام الولايات وترسم الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية الداخلية والخارجية و تتحكم في صناعة القرار الأمريكي، مطابخ صناعة القرار داخل الدولة الأمريكية تشترك فيها كل من المراكز العلمية والبحثية والسياسية المتخصصة واللجان المتخصصة داخل الكونجرس الأمريكي والدوائر المتخصصة داخل أجهزة الإستخبارات الأمريكية،
هذه الجهات الثلاث هي التي تصنع القرارات السياسية الأمريكية في كل المجالات وهذه الأجهزة يتحكم بمن يصل إلى قياداتها هم الطبقة الرأس مالية واللوبي اليهودي الصهيوني،
فلا يمكن لأي عضو في مجلس الكونجرس الأمريكي أن يصل إلى منصب رئيس لجنة من لجان الكونجرس(بشقيه الشيوخ والنواب) إلا بتزكية وموافقة من اللوبي اليهودي الصهيوني ومن الطبقة الرأس مالية الحاكمة، هم من يصنعون القرارات الأمريكية وهم من يمتلك حق رفض أو قبول أي توجه سياسي أمريكي،
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ينفذ سياسة جاهزة جرى إعدادها مسبقاً من مطابخ صنع القرار الأمريكي.
الإنتخابات الأمريكي التي تجري منافساتها بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي هي لعبة تبادل أدوار بين فريقين متنافسين من نفس الطبقة الحاكمة المهيمنة التي يقف على قمتها اليهود ومايسمى بطبقة المحافظين الجدد وهم من غلاة أتباع الكنيسة البروتوستنتانية الإنجليكانية،
التي ربت ونمت من داخل من كانوا يسمون بطبقة النبلاء في أوروبا خاصة غرب أوروبا، هذه الطبقة هي من نهبت ثروات العالم أثناء الحقبة الإستعمارية حتى اليوم ومراكزها في بريطانيا وأسبانيا وفرنسا والبرتغال وإيطاليا والمانيا، هم من نهب ثروات العالم وكونوا الشركات الكبرى والبنوك وكل قطاعات الإنتاج والإستهلاك،
هذه الطبقة إنتقل جزىء منها إلى الأرض الجديدة التي سموها «أمريكا».
نعم تحدث تغيرات سطحية بسيطة، في السياسة الخارجية الأمريكية تلك المتغيرات تتطلبها مستجدات تطورات الأحداث العالمية،
لكن مجمل السياسية الخارجية الأمريكية تتمحور حول المحافظة على مصالح الطبقة الرأس مالية الحاكمة ومصالح اليهود أو مايسمى بالمصالح الأمريكية،
السياسية الخارجية الأمريكية تدور في محور الحفاظ على تفوق أمريكا في الجانب الإقتصادي العالمي، لأن كل المراكز الأخرى مثل المركز العسكري أو المركز العلمي والتقني أو المركز السياسي العالمي كلها لاقيمة لها بدون المركز الإقتصادي والمالي،
النظام الأمريكي هو نظام إقتصادي رأس مالي ليبرالي جشع جمع في داخله كل مساوىء وتراكمات النظام الإستعماري الطبقي الأوروبي الغربي على مدى القرون الماضية، ويحمل في أحشائة كل تراكمات الأحقاد والكراهية الطبقية العنصرية الغربية الصليبية ضد العرب والمسلمين،
هذا هو النظام الأمريكي الذي إنخدع به معظم قادات العرب المغفلين الذي داروا في فلكه والذين رهنوا أنظمتهم السياسية وحكوماتهم ومقدراتهم وحاضرهم ومستقبلهم بين فكي الوحش الرأس مالي الليبرالي الأمريكي الغربي الصليبي اليهودي، الذي تمدد عبرهم وبنى القواعد العسكرية ومراكز التجسس في معظم البلاد العربية خاصة منطقة الخليج.
لايهمنا من يفوز في الإنتخابات المريأكية فكلهم أعداء تاريخيين للعرب والمسلمين، وكلهم يهود وصليبيين حاقدين وكلهم يخدمون الكيان الصهيوني الذي صنعوه، علينا المضي في طريق المقاومة حتى النهاية وليس لنا خيار آخر غير خيار المقاومة حتى تحرير أرضنا العربية في فلسطين وإنهاء الوجود اليهودي الغربي الصهيوني المحتل، والله وعد عباده المؤمنين بالنصر المبين على الأعداء من اليهود والصليبيين الحاقدين.