صنع في العراق..!

د. عائد الهلالي ||

 

خطوة نحو الاكتفاء الذاتي من خلال توطين الصناعات الدوائية

 

في السنوات الأخيرة، أصبح الاكتفاء الذاتي هدفًا استراتيجيًا للعديد من الدول، وخاصةً العراق، الذي يسعى إلى بناء اقتصاد قوي ومستدام من خلال البرنامج الحكومي الذي أطلق رئيس الوزراء الأستاذ محمد شياع السوداني. واحدة من الخطوات الأساسية لتحقيق هذا الهدف هي توطين الصناعات الدوائية. إن تعزيز الإنتاج المحلي للأدوية ليس فقط ضرورة اقتصادية، بل هو أيضًا مسألة تتعلق بالصحة العامة والأمن الدوائي والذي بات يدخل من أساسيا الأمن القومي للشعوب والدول.

 

أهمية توطين الصناعات الدوائية

 

  1. توفير الأدوية المحلية: توطين الصناعات الدوائية يساعد في تلبية احتياجات السوق المحلية من الأدوية، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد. هذا يعزز من استقرار الأسعار ويضمن توفر الأدوية بصفة مستمرة.

 

  1. خلق فرص العمل: فتح مصانع جديدة وزيادة الإنتاج سيؤدي إلى خلق العديد من فرص العمل، مما يساهم في تقليل نسبة البطالة وتحسين مستوى المعيشة.

 

  1. تعزيز الابتكار: بتطوير الصناعات المحلية، يمكن أن يكون هناك تركيز أكبر على البحث والتطوير، مما يؤدي إلى ابتكارات جديدة في مجال الأدوية والعلاجات.

 

  1. تحسين جودة الأدوية: من خلال تصنيع الأدوية محليًا، يمكن ضمان الالتزام بمعايير الجودة والسلامة، مما يحمي صحة المواطنين.

 

التحديات والفرص

 

رغم الفوائد العديدة لتوطين الصناعات الدوائية، إلا أن هناك تحديات تواجه هذا الاتجاه:

الاستثمار والتكنولوجيا: يحتاج تأسيس مصانع الأدوية إلى استثمارات كبيرة وتكنولوجيا متطورة، مما يتطلب دعمًا من الحكومة والقطاع الخاص.

 

التدريب والمهارات: هناك حاجة إلى تدريب الكوادر البشرية لضمان أن تكون لديهم المهارات اللازمة للعمل في هذا القطاع المتخصص.

 

التشريعات واللوائح: تحتاج الحكومة إلى وضع تشريعات تدعم الصناعة المحلية وتوفر الحماية اللازمة للمستثمرين.

 

الجهود الوطنية والدعم

تعتبر الجهود الوطنية في العراق نحو توطين الصناعات الدوائية مثالًا يُحتذى به. من خلال المبادرات الحكومية والشراكات مع القطاع الخاص، بدأ العراق في استقطاب استثمارات جديدة وتطوير البنية التحتية اللازمة. كما تم إنشاء برامج تدريبية تهدف إلى

 

تأهيل الكوادر المحلية.

إن نجاح العراق في تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال توطين الصناعات الدوائية يعتمد على تضافر الجهود بين الحكومة والمستثمرين والمجتمع المدني. يجب أن نؤمن بقدرتنا على بناء صناعة دوائية قوية تدعم الاقتصاد الوطني وتساهم في صحة المواطنين. بوركت كل الجهود الوطنية التي تسعى لدعم هذا الاتجاه، فالمستقبل مشرق إذا كنا متحدين نحو هدف واحد.

د. عائد الهلالي

شاهد أيضاً

النازحون اللبنانيون يجسدون أروع معاني التضامن والثبات حتى تحقيق النصر

النازحون اللبنانيون يجسدون أروع معاني التضامن والثبات حتى تحقيق النصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *