محمد الربيعي//
الطُّمَأْنِينَة لغة الثقة وعدم القلق. وطمأنينة النفس راحتها وسكونها وثباتها. الطمأنينة أعم من السعادة، السعادة ترتبط بالمسرات. الطمأنينة ترتبط بالقناعات والسلوكيات السعادة مؤقتة والطمأنينة دائمة، الطمأنينة هي الحياة الحقيقة السعيدة التي ينشدها كل الناس ولكن لا يهتدون إليها.
دوما يسأل مالذي يجعل المقاوم المجاهد قويا صلبا ويتحمل ما يتحمل في سبيل قضيتة وهدفه ؟!
الجواب :
ان المقاوم والمجاهد له رؤى وله مكاشفات الى مقاماته العليا الربانية التي لا يراها الانسان الدنيوي العادي .
لان الانسان الدنيوي المادي والذي يكون همه الدنيا وما فيها لا يستوعب تلك المقامات الربانية ولا يوفق لقبولها و تصديقها .
وان ذلك الانسان ( الدنيوي ) له رؤى ان عيش الذل هو الحياة ، وابا الا ان يعيش ذليلا تحت مسمى السلام العالمي الكاذب التي تدعيه دول الاحتلال و الاستكبار ….
ان المقاوم و المجاهد ثابت كونه استوعب القرآن الكريم وامن بالله العظيم وما جاء عن طريق رسوله الكريم محمد الخاتم العظيم ( ص ) واله الكرام الطيبين ( ع ) ،
فتطلع الى اية :
{{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }} ، وجعلها هي الحقيقة المطلقة لديه وكذب كل كلام خلاف ذلك المرغب بالقبول بدنيا ذل والعار
محل الشاهد :
فالاية اعطت الضمانات الكافية والكفيلة لتحصل حالة ( اليقين الاطمئناني ) حالة المطمئن المتيقن ( ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) ، فحينما نتامل حالة الخوف حالة الحزن نلاحظ ، ان الاول يتعلق بحذر الانسان ان يفتقد في المستقبل بما يملكه او له حقا فيه ، اما الحزن فهو متعلق بالحالة النفسية ،
التي تعتري الانسان حينما يفقد شيئا ملكه او كان له حق فيه ، ويتبين من ذلك ان متعلق ( الحزن في زمن الماضي ) ومتعلق ( الخوف في زمن المستقبل ) ،
وهذا الشعور لايعتري المجاهد المقاوم لانهم من الذين صنفوا ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) ، لان ولي الله يعتقد اعتقادا عقليا وقلبيا بأن كل شيء هو ملك لله وحق له تعالى ، فلا يحزن على ما مضى حزن الفاقد ولا يخاف على شيء خوف المعتقد وبطبيعة الحال هذا غير خوفه وحذره العقلائي وحزنه الانساني العاطفي .
من هنا فإن ولي الله يعيش اطمئنانا في حياته لا يزعجه فيه خوف ولا حزن لان ذكر الله تعالى ملأ حياته فكان قلبه مصداقا لقوله عز وجل ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) .
فالمجاهدين المقاومين مطمئنين بالدنيا و باستشهادهم انهم ذو مقام رفيع ذو مقام يحسدوا عليه …
فهم لا يخافون من مستقبل وهم في كنف الله تعالى وعنده عز ان اطمئنان الشهداء هو أحد الاسباب الرئيسية لقوة الحياة عندهم فإن المطمئن الحقيقي يشعر بتلك القوة النابعة من ذكر الله واستحضاره الدائم له .
فيكون بهذه القوة مصداقا للقوي المستمد عقيدته واندفاعه ومجاهدة من الامام علي (ع) (ما بارزت أحدا إلا وكنت أنا ونفسه عليه)…
اللهم احفظ الاسلام والمسلمين
اللهم احفظ المجاهدين و المقاومين